في اليوم الثاني كانت هناك محطتان
الاولى في حرش الطلح خلف مكان نزولنا، و هذه الزيارة كانت مع الاشراق وبالطبع ماكانت الصور الاولى جيدة بسبب ضعف الضوء في ذلك الوقت المبكر، ولكن الاضاءة تحسنت بشكل تدريجي، وهذا كان قبل أن نلمح التمير وهو يطير من فوق زهور العُشر حيث لم يظهر سوى طير صغير أسود ما جعل الاحتمال مفتوحا أن يكون الفلسطيني أو العربي رغم ترجيحي للعربي لان أصواته كانت تملأ المكان قبلها بيوم. لم تظهر الشولة الحمراء أبدا على عكس الشولة السوداء وصغيرها، واعتقد كانت هناك شولة سوداء أخرى ظلت تتشاكس مع النغري طوال الوقت هو يطردها كلما وقفت على غصن أو نزلت الأرض والعكس. لم أجد الدخل العربي على نفس شجرة اليوم السابق، ثم بدت أسراب من الغربان تعبر السماء متجهة من الجنوب للشمال وهذاعلى دفعات متلاحقة ولم استطع لضعف الضوء التقاط إي صورة لاتحقق من نوع الغراب وياللمصيبة لوكان الغراب الدوري الهندي الدخيل. في رحلة سابقة قبل عام كنت قد وثقت الغراب مروحي الذيل وكنت أراه بشكل منفرد دائما. بعد فترة مر عدد صغير من البلشونات لم احددها أيضا.
وبالعودة إلى الأرض وعلى الأشجار كان النعار العربي نجم المكان وكانت اعداده طيبة تنتقل كل اثنين أو أكثر من شجرة لأخرى ولكنها تفضل الاغصان العلوية وهي تتواصل ما بينها بنداءتها الجميلة. افترقت عن فوزية لاحاول أن أدخل داخل الحرش أكثر لعلي أصل إلى مكان البرشومي الذي كنا نراه من الطريق العام وكذلك لأبحث عن القراع الذي كنت أمل أن أجد فتحة عشه في أحد جذوع أشجار الطلح المعمرة التي تذخر بها المنطقة، وكلما توغلت كلما صار المضي قدما أكثر صعوبة لتشابك الاغصان وكثرة الاشواك ووعورة الأرض اكتفيت بتصوير الاشجار في المنطقة مع ضوء الاشراق المحبب الذي يتخللها. وان شاء سأضع بعض الصور في تدوينه لاحقة.
وحين قفلت عائدة بخفي حنين كما ظننت حط هدهد جميل أمامي وتعاون بشكل كبير مع عدستي، ثم لقيت فوزية التي كانت قد قررت انتظار عودة التمير للعُشر ثم قررت اكتشاف طرف آخر من المنطقة وهنا وجدت مزرعة لأشجار الرمان ومن هنا عرفنا من أين تجد الطيور الماء في هذا الحرش الجاف.
قررنا العودة للجلوس وانتظار الطيور لتأتي فقط كنا نبحث عن مكان يقابل الشمس به كوادر جميلة ولقيناه وعنده جاءت الشولة السوداء قم حط عليه البلنصي ( الثرثارة) لفترة كافية لأخذ صور جيدة ان كانت عالية التباين بسبب الظلال.
أحراش الطلح من نافذة الغرفة قبيل الاشراق
قد يبدو مما وصفت سابقا أن الصباح كان مخيبا بعض الشىء ولكن على العكس كنا في قمة الاستمتاع بالجو الجميل والفة الطيور في المكان فقد كانت لاتخشى ان تأتي على مقربة منا كما كان من الممتع جدا مراقبة المشاكسات الدائمة بين النغري والشولة السوداء التي لم تكن تطيق أن ترى أي طير على أي غصن إلا اتت لتحتل مكانه، وأخيرا صوت تغريد الطيور المختلفة وخاصة تغريدات النعار العربي.
المحطة الثانية
كانت في الهدا حيث قام الدكتور عطية الفقيه مشكورا
باعطائنا موقع يحتوي على صبار الالو فيرا التهامي وهو حسب ما أفادنا من أطول صبارات السراو حيث يصل ساق الأزهار إلى مترين ولايوجد في أي مكلن في العالم سوى بالسعودية حيث يعيش في جماعات متفرقة من الهدا حتى جبل بثرة في بني مالك وتأتي أزهاره بنمط أصفر غالبا وأحمر بشكل نادر.
وعلى الصبار وجدنا ما ظننا أنه ضالتنا التمير الفلسطيني وكان هناك العديد منهم ولكن شكل الانثى بدا مخلتفا وقد كانوا في معظمهم تميرات عربية وربما كان عدد أقل من الفلسطيني وكان في المنطقة ايضا شمعي المنقار العربي وكان هذا أول رصد لي لهذا الحسون الصغير الجميل
وهذه صور شمعي المنقار العربي