طيور الوروار

من أجمل ما يحمل شهر سبتمبر (أيلول) من مفاجأت لعشاق مراقبة الطيور هو ظهور أسراب الوراور المهاجرة وهي نوعان:

الوروار الخضيري
للخضيري ريش أخضر اللون ومنقار أسود طويل مدبب كأنه سيف صغير حيث أن هذه الطيور صائدة بارعة للحشرات خاصة النحل. يوجد حول عينيها خطان أسودان ومن أسفلهما منطقة ضيقة من اللون الأبيض التي تعلو الخدان الأزرقان. ولأسفل المنقار جهة الرقبة لون نحاسي باهت يشبه لون أسفل الجناحان الذي لايظهر إلا حين يقوم الطائر بأحد جولاته القصيرة حتى يعود إلى الغصن الذي يقبع فيه ليراقب ما سينعم الله عليه من رزق. وإذا لم تستطع رؤية الطائر بسبب لونه الأخضر الذي يمكن أن يمتزج ببراعة مع ألوان الأغصان التي يقف عليها فعليك أن ترهف السمع فأصوات صفيره المتقطع المكبوت لاتخفى وتكاد تسمع باستمرار من كل مكان.




تظهر أسراب الوروار الخضيري بأعداد كبيرة تصل إلى المئات وتحلق على ارتفاعات كبيرة بشكل ملحوظ ومع ذلك فإن أصواتها تصل لتنبه إلى قدومها الذي في كثير من الأحيان لايكون خبر سارا لأصحاب المناحل والمزارعين ولكن هذا ليس مبررا للمجازر التي يرتكبوها فيها انتقاما لنحلاتهم.
وربما تحط بعض الأسراب في الأراضي الفارغة إن وجدت فيها مجاثم مناسبة لتقف عليها، كل ما يتطلبه الأمر وجود حرش أو نباتات أرضية صحراوية فهذه تمثل بيئة ممتازة للنحل واليعاسب وغيرها من الحشرات الكبيرة. 


وقد تبقى الوارور لفترة ما قد تطول حتى شهر نوفمبر خاصة إذا كان ماطرا، أما إن رحلت بسرعة فهذا قد يعني أن الموسم سيكون جافا غالبا. على كل حال مراقبة هذه 
الطيور وغيرها يمكن أن يستخدم في توقعات الطقس.

الوروار الاوربي - القارور
وكثيرا ما يتزامن وصول الخضيري مع الوروار الأوربي الذي يسميه أهل البادية بالقواري أو طائر القارور أو القارية،كما ذكر في شعر النابغة الجعدي:
ألم تسأل الدار الغـداة متى هيا         عـددت لها من السنـين ثمانيا
بوادي الظباء فالسليل تبدلت         من الحي قطرا لا يفيق وسافيـا
أربت عليه كل وطفاء جونة          وأسحـم هطال يسوق القواريا
فلا زال يسقيها ويسقي بلادها       من المزن رجاف يسوق السواريا
وقد عرف القاموس المحيط القارية (بتشديد القاف، وجمعه قوارِيّ) بأنه طائر إذا رأوه استبشروا بالمطر كأنه رسول الغيث أو مقدمة السحاب.