طائر الحباك



يتشابه هذا الطائر في شكل الجسم والحجم طائر الدوري ولكن يختلف عنه في لون الريش الأصفر الفاقع للذكر وفي وجود قناع أحمر دموي على وجهه، كما أن منقاره أغلظ إلى حد ما. أما الأنثى فهي شديدة الشبه بأنثى الدوري إلا من بعض ريشات صفراء مختلطة بريشها الترابي.
يقضي الحباك جل وقته في صنع أعشاش مغلقة متدلية ذات شكل يشبه سلال الخصف، فإن وجد لديك هذا الطائر فإنك حتما سترى هذه الأعشاش تتدلى من الأغصان.
ينسج الحباك عشه من خيوط طويلة يقتطعها بعناية من سعف النخيل ليصنع أولا عقدة محكمة وهذه خطوة مهمة جدا لأنه على أساس هذه العقده سيبنى العش ومن المهم أن تكون قوية بما يكفي. ثم يبدأ في انشاء أقواس متقاطعة تاركا المجال لوجود فتحة عند الطرف الأسفل لدخوله وخروجه، تستغرق عملية البناء عادة يوميان من العمل المتواصل، ويستغرق حبك كل عقده لكل قوس حوال 3-4 دقائق يعمل خلالها الطائر بتركيز شديد، ثم يصدر زقزقة منقطعة عالية ذات رنين معدني ليطير مرة أخرى إلى النخلة المجاورة لينتزع منها مرة أخرى بعناية فائقة خيطا آخر وهو يصدر شرشرات متواصلة تنتهي بنفس تلك الزقزقة المعدنية، ويعود لمزيد من الحبك والنسج.
ما أن ينتهي ويظهر الشكل الخارجي للعش حتى يبدأ الطائر في تغيير المواد التي يجلبها للعش لتصبح نوعا من الأوراق الخضراء الصغيرة الطرية التي يستخدمها لسد ما يمكن أن يكون قد تكون من فراغات في عملية النسج ولتكون كنوع من الفرش الداخلي للعش.
يظهر العش جميلا ويبدو في هذ الوقت الحباك مسرورا فخورا بعمله فيتخذ موضعا أعلى العش ليصدح بأغنية جميلة ربما تكون من أجل لفت نظر العروسة المنتظرة ليعلمها بأنه قد أنجز ما وعد.
والحقيقة أنه رغم أن صنع العش عملية شاقة إلا أن استدراج السيدة حباكة إليه يبدو أمرا أصعب بكثير، فلا بد من مطاردة خفيفة الظل بين الأشجار ومن ثم يدفعها دفعا إلى مكان العش وهذا يجب أن يتم العش مازال أخضر طريا لانها لن تقبله إن جف، وعندما تصل إلى العش يبدأ في استعراضه لها وهو متدليا بالمقلوب بحركات مضحكة، وهنا تبدأ العروس في أن تلين ولكن ليس قبل أن تعاين العش فمستبقل العائلة المنتظرة متعلق بمدى متانه العش واحكامه ولا مجال للعواطف هنا فالحساب شديد فهي قد تقبل عرض الزواج ولكن هذا لا يعني انها ستقبل أي عش، فوجود أي ثغرة سيجعلها ترفض بحزم ليبدأ المسكين بناء عش جديد وربما ترفض هذا أيضا وترفض ثالثا وربما تقتنع أن زوجها المسكين مازال محدود الخبرة فتشرع هي بنفسها في بناء العش، ولكن هذه حالات قليلة، إذ غالبا ما تفضل الاناث عروض الزواج التي تأتيهن من الذكور الأكبر سنا لأنهم الأكثر خبرة ودراية بصنع أعشاش قوية.








صور مختلفة للحباك
يتميز ذكر الحباك بأنه بعد نهاية الصيف يفقد قناعه الاحمر الغامق ولكنه يظل محتفظا بلون منقاره الاسود وبذلك يمكن تمييزه بسهولة عن الذكر اليافع الذي يكون وصوله لمرحلة البلوغ عند تحول فظحية عينه للون الأحمر ويطل منقاره ورديا وفي هذه المرحلة يبدأ في تدريباته المتواصلة لتعلم الطريقة الصحيحة لحبك العش وربما في هذه المرحلة أستطاع أن يحثل على أنثى وهنا في الغالب يختارها لتكون أكبر منه لتكون أكثر خبرة في التعرف على العش المناسب .
الصور التالية توضح قناع الذكر البالغ



والصورتين التالية توضحان الفرق بين الذكر اليافع والأنثى وهو ما يظهر بشكب جلي في قزحية العين الحمراء للذكر الشاب