الدغناشات

ومنها نوعان الدغناش القطبي Masked shrike والدغناش الشامي Woodchat shrike وهما من نفس فصيلة طيور الصرد lanius وان كانت تبدو ظاهريا مختلفة عنها من حيث أنها أصغر حجما واكثر رشاقة ويغلب عليها اللونين الأبيض والأسودـ وهي أيضا طيور مهاجرة تأتي سنويا في زيارتي الربيع والخريف. وإن كانت بعض الأعداد من الدغناش الشامي تقضي الشتاء كاملا في بعض الاحراش الصحراوية في جدة.

الدغناش القطبي
في البداية ظننت هذا الطائر عندما رأيته أنه نوع من طيور أبو الفصاد واحترت في تحديد أيها عندما راجعت المراجع الموجودة لدي، ومصدر اللبس أنه يمتلك ذيلا طويلا يحركه إلى أعلى وأسفل كلما انتقل من غصن لآخر ليس هذا فقط بل أن التشابه أيضا في الحجم الدقيق والجسم النحيل، ولكن شكل المنقار الغليظ جعلني أعرف أني مخطئة تماما، ومن ناحية أخرى وجدت أن طيور أبا الفصاد كما أسلفت تفضل البقاء والجري على الأرض أما هذا الطائر فقد تمكنت من مراقبته حين قضى عدة أيام من شهر سبتمبر على غصن شجرة لوز مقابلة لنافذة حجرة الجلوس، ثم ما لبث أن اختفى ولم أعد أراه. ثم عاد وظهر لبضعة أيام على نفس الشجرة في منتصف شهر أبريل. حيث أن زيارته نصف السنوية لهذه الشجرة هي استراحة من رحلات الشتاء والصيف.
للحسيني (كما يسمى أيضا) غطاء أسود على رأسه متصل مع عصابة عينيه واللون الأسود على ظهره وجناحيه اللذان يحتويان على خطين واضحين من اللون الأبيض الناصع كل هذا يظهر بما يشبه العباءة المقلمة حين يطير الطائر من مكان لآخر. أما الأجزاء السفلى من جسمه فهي ناصعة البياض عموما مع تداخل للون الأحمر النحاسي الخفيف الذي يختلف بشكل طفيف بين الذكر والأنثى. وهو بدون شك أحد أجمل طيور الصرد التي تعرفت عليها.


يختلف الطائر اليافع بشكل كبير عن البالغ فالغالب عليه هو اللونان الأبيض والأسود ولكن حركة ذيله الطويل خير دليل عليه فهي مثل حركة الطيور البالغة، تظهر الطيور اليافعة في موسم الهجرة الخريفية فقط حيث تكون حديثة التفريخ ولم تكتمل ألوانها الرائعة بعد ولكن جميع الطيور التي تظهر في موسم الهجرة الربيعية تكون قد اكتملت ألوانها ولامجال للبس في التعرف إليها.

انثى الدغناش القطبي وهي مختلفة عن الذكر في أن غطاء الرأس الاسود أقل مساحة

الدغناش القطبي اليافع

الدغناش الشامي
يطلق عليه أيضا القحافي (بضم القاف) woodchat shrike، هذا الطائر يشبه كثيرا الدغناش القطبي في لون الظهر وتداخل اللون الأبيض الناصع مع الأسود كذلك في وجود لون نحاسي خفيف على بطنه ولكنه يتميز عنه بوجود لون أحمر طوبي على رأسه يمتد حتى أول الظهر، كذلك في شكل العصابة السوداء على عينيه كما أن حجم الدغناش الشامي أو صرد الغابات أكبر قليلا من الدغناش القطبي. ولكنه يشبهه كثيرا في العادات مثل التربص بالفرائس من الأغصان متوسطة الارتفاع وهز الذيل صعودا وهبوطا للتوازن.
لايظهر اللون الأسود إلا قليلا في الطائر اليافع الذي يغلب عليه اللون النحاسي وتختلف في تلوين ريشها من فرد لآخر، حيث يبدأ وصولها منذ بدايات شهر سبتمبر (موسم الهجرة الخريفية) ويكون عددها عادة عدد الطيور اليافعة أكبر من البالغة.
لايأتي هذا الصرد كثيرا إلى حديقة منزلي، وإن أتى فإنه يكون شديد الحذر ويفضل الأغصان العالية ويطير من أي اضطراب يحس به، ولكني وجدت أن بعضها التي تأتي إلى الأحراش الصحراوية في مواسم الهجرة تكون أكثر جراءة وتبقى لفترة قد تصل إلى 3-4 أسابيع من أشهر أبريل ومايو. وتلك التي تتأخر في وصولها حتى نهاية شهر نوفمبر قد تقضي شهور الشتاء كاملة أي حتى شهر فبراير. وقبل أن ينقضي وقت طويل على رحيلها يبدأ ظهور تلك التي تأتي مبكرا فهي من أوائل أنواع الصرد التي تصل في موسم الهجرة الربيعية، وهنا يظهر كل الأفراد بالألوان الطبيعية للطيور البالغة. 


اجد صعوبة بالغة في التقاط صورة لها عندما تأتي الى حديقتي
عكس تلك التي أجدها على جوانب الطرق وفي الاحراش الصحراوية