الشولة السوداء




وتسمى أيضا أم السعيد وأم سويد وأبوسلام، واسمه بالانجليزية Black Bush Robin أي أبو حناء الأحراش الأسود، ولكني أجد أن التسمية الإنجليزية بعيدة إذ ليس لهذا الطائر ريش محنى ولكن هيئته تشبه تماما أبو الحناء المألوف من ناحية الحجم وشكل المنقار والتكوين الجسدي. لونه أسود تماما وله ريشه أو اثنين على كل جناح بلون بني غامق، ذيله أسود طويل جدا يستطيع أن يرفعه ليشكل زاوية قائمة مع جسمه وربما يفرده قليلا كأنه مروحة يابانية نصف مفتوحة، وبهذا الشكل فقط تستطيع أن ترى الأطراف البيضاء الخلفية لريش ذيله. من هذه الحركة جاءت التسمية العربية إذ أنها تماثل تشول الناقة بذيلها (أي رفعه) في موسم التزاوج وهو بذلك يشبه طائر الشولة 
rufuos bush robin الذي يظهر مهاجر عابر في مدينة جدة.


الحقيقة أنك لن تدرك مدى روعة جماله حتى تراه رأي العين فالصور والأوصاف المكتوبة لن تفي هذا الطائر الفريد حقه، كما أن الله قد حباه حسن الصوت إلى جانب بهاء المنظر فصوت صفارته الغنائية تشبه إلى حد كبير صوت البلبل (النغري) وإن كانت خافتة بالمقارنة. غالبا ما يطلق ثرثراته الغنائية الخافتة في فترة الضحى التي يفضل أن يقضيها على أغصان الأشجار، وبعد الظهيرة ينتقل إلى الأرض ويقضي فيها وقته باحثا عن طعامه. حركته على الأرض رشيقة وخفيفة تذكر بحركة طائر العداء الأمريكي roadrunner.
رغم أعداد هذا الطائر القليلة إلا له موطن واسع الامتداد من جنوب الصحراء الأفريقية  من السنغال حتى السودان كما أنه يستوطن في منطقة شرق البحر الأحمر أي السواحل الغربية للمملكة العربية السعوية واليمن وهو من الطيور المعششة في منطقة حائل الزراعية وسط الجزيرة العربية وله زيارات نادرة للكويت ومنذ زمن قريب أصبح من المشاهدات المألوفة في الحدائق المنزلية لمدينة الرياض.

يذكر مراقبي الطيور انهم اعتادوا رؤيته في منطقة عسير في أشهر الصيف، وقد تعودت على رؤيته في حديقة منزلي في الفترة ما بين أواخر شهر سبتمبر إلى بداية مارس إذ يبدو أنه يقضي فترة الشتاء في حديقتي ولكني أراه في أماكن أخرى من مدينة جدة طوال شهور السنة. وغالبا ما يرصد مراقبي الطيور في فلسطين المحتلة زياراته النادرة إلى ميناء إيلات ابتدأ من شهر أبريل، وله مشاهدات نادرة في منطقة جنوب ساحل البحر الأحمر لجمهورية مصر. فالمعروف أن للطائر طبيعة جوالة إذ أنه لا يستقر لفترات طويلة في مكان واحد إلا وقت التزاوج.

يبدأ موسم التزاوج مع بداية شهر يناير وهذه هي الفرصة الوحيد للمراقب لكي يرى الزوجان مع بعضهما حيث يقوم الذكر بالاستعراض في فترة الصباح (بعيد الساعة الثامنة صباحا) برفع ذيله و الاهتزاز أمام الأنثى ثم يطير إلى أحد الأغصان القريبة ليبدأ في الغناء العذب وهنا تطير الإثنى معه إلى نفس الحرش ليختفيان داخله، وبعد فترة ليست قصيرة تضع الأنثى حضنة قد تصل إلى ثمانية بيضات، لاتلبث في خلال 12 يوما أن تفقس وسرعان ما يكبر الصغار ليبدأ ظهور أول اليافعين في منتصف شهر فبراير، للطيراليافع حجم مقارب لحجم أبويه ولكنه أنحف قليلا وله لون بني غامق ضارب للسواد وليس أسودا تاما مثل أبويه.