الشفشافة ونقشارة الصفصاف

كثيرا ما يشكل التفريق بينهما تحديا لمراقبي الطيور ولكن في مدينة جدة اللبس غير موجود. فالشفشافة زائر خريفي شتوي ينتهي وجودها مع منتصف شهر مارس، وهنا تبدأ أعداد متزايدة من دخلة الصفصاف في الظهور حتى شهر مايو حيث تصبح منتشرة في كل مكان وقد تبقى حتى شهر يونيه.
تظهر الشفشافة في أواخر شهر أكتوبر حيث لاتصدر أي أصوات ولكنك ستلاحظ حركة متواصلة وتنقلات كثيرة لها من غصن لآخر مما يجعل تصويرها أمر مرهق، ولكنها بعد ذلك تهدأ و تبدأ في التأقلم مع المكان وتتعرف على أماكن الاختباء ولا يصبح من السهل رؤيتها حيث تعود لطبيعتها المحبة للاختباء، وهنا لاتستطيع أن تراها إلا إذا حاولت جذبها من خلال حوض الماء النقي المنعش.
تعود الشفشافة للظهور العلني في أواخر شهر فبراير حيث يبدو لك أن الحديقة قد أصبحت كلها شفشافات، وتصبح في كل مكان حتى على الأجمات المنخفضة طبعا مع نشاطها الحركي المذهل، وهذه الفترة تمثل وصول التي كانت إلى الجنوب لتبدأ رحلتها المبكرة إلى الشمال، فمن المعروف أن الشفشافة من أوائل الطيور المهاجرة التي تعود إلى مواطن تفريخها الشمالية.



نقشارة الصفصاف مهاجر عابر لمدينة جدة يمر مرورا سريعا في موسم الهجرة الخريفية وفيها تظهر الطيور اليافعة التي تفرخت في فصلي الربيع والصيف السابقين بلون أصفر أكثر من المألوف. أما في موسم الهجرة الربيعية عند عودتها من الجنوب فإن اقامتها تمتد إلى أشهر مارس وأبريل ومايو وجزء من يونيه، حيث يسهل رصدها في فترات العصر وهي تتغذى على الأزهار القطنية البيضاء لشجر الأثل وما عليها من حشرات، كما أنه دائم التردد على أحواض الماء للشرب والاستحمام وليس من غير المألوف كذلك أن تراها على النجيلة في فترات الصباح. وكما تظهر هذه الدخلات الرائعة بشكل مفاجىء فإنها تختفي مع نهاية شهر مايو أو بداية شهر يونيه.