وصلنا إلى الفندق في الشفا ظهر يوم 16 محرم 1445 الموافق 3 اغسطس 2023 وكان مما لاحظت فور الوصول وجود أحراش من أشجار الطلح في المنطقة خلف الفندق، وقد نزلت لمعاينة المكان بعد راحة قصيرة . وكان أول المستقبلين طائر الشولة السوداء والنغري مع اصوات واضحة للوروار العربي والتمير العربي ما جعل الحماس يدفعني لمواصلة اكتشاف المكان والمضي قدما لأجد الشولة الحمراء المهاجرة أمامي فتوقفت عندها لأخذ بعض الصور وحين نزلت أرضا احسست بالأشواك التي تغطي الارض دون أن تكون ظاهرة، ثم اتخذت مكانا للجلوس على صخرة مناسبة قبالة أحد شجيرات العشر لانتظر التمير العربي، وربما الفلسطيني الذي كان على رأس قائمة الطيور المستهدفة ومع الانتظار جاء البلنصي العربي (الثرثارة) وحط على احد أشجار الطلح الكبيرة امامي وانشغل في نفض الماء عن ريشه ما اوحى بوجود مكان قريب للماء.
بعد فترة قررت معاودة المشي والتعمق داخل الحرش ومعاينه كل شجر كبيرة تقابلني بحثا عن القراع العربي (نقار الخشب) الذي كان أيضا على رأس قائمة الطيور المستهدفة حتى وصلت إلى أحد الدوحات التي كان فيها زوج من الدخل العربي كما هي عادتهم، توقفت عندهم لفترة ودخلت في كابوس محاولة التقاط تلك الثواني السريعة التي يقف فيها احدهم في مجثم مكشوف بعيدا عن الأشواك الهائلة التي تملأ اغصان هذه الاشجار التي تمثل مكانهم المفضل. تبدو الانثى برأس بني غامق مقابل اللون الاسود في الذكر وعدا عن ذلك فكلاهما متشابهين . مر وقت طويل واستعطت تسجيل بعض الصور التي كانت مرضية نوعا ما نظرا للاضاءة عالية التباين في وقت ما قبل العصر.
عدت لرفيقات الرحلة ومنهم مصورة الطيور المبدعة فوزية الخميس لابلغها أن المنطقة جميلة ومناسبة لأن نكون فيها بعيد الاشراق في اليوم التالي.
بعد فترة مع رفيقتي الرحلة الاخريات قررنا بناء على نصيحة المصور فواز الشريف الذهاب إلى جبل دكا في فترة ما قبل الغروب وقد كان قائما في نفسي انه سيكون مكان مناسبا لرؤية الغروب، ولكن حين وصلنا وجدنا ان المنطقة غابة جميلة جدا مليئة بأشجار العرعر العربي التي بدت بصورة جميلة خاصة وأن المنطقة لم يكن فيها أي من أشجار التبغ الكاذب الدخيلة التي تنافس العرعر في اجتذاب الطيور خاصة التميرات ولست أدري حقيقة ما هو الضرر بشكل علمي ولكن الاكيد أن هناك ضرر فكثير من أشجار العرعر في مناطق أخرى تعاني بشكل واضح.
المنطقة كانت أكثر من رائعة وتستحق المكوث فترة أطول وليتنا أحضرنا شاي العصر وبكرنا بالحضور، والحقيقة أن في طريق الوصول توقفنا أكثر من مرة أحدها عند مستعمرة من الصبار (البرشومي) وقامت الاخت فوزية بإبتكار طريقة ذكية لقطفه دون أن يؤذيها الشوك. البرشومي أيضا من النباتات الدخيلة على المنطقة التي ربما كانت سببا في معاناة العرعر. بشكل مؤكد الأمر يحتاج لمزيد من الدراسات لتحديد مدى ضرر هذين النباتين وما إذا كان من المصلحة السيطرة على وجودهم في هذه الغابات الفريدة من نوعها .
واترككم مع بعض الصور لليوم الأول، وإلى تدوينة قادمة لبقية التقرير.
Little rock thrush سمنة الصخور الصغيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق