يشيع وجود طيور القليعي في براري الحجاز ونجد وهي نادرة في شرق المملكة العربية السعودية. وهي من الطيور المألوفة في المناطق البرية حول المدن حيث يسهل رصد ازواجها طول ايام السنة. وهي من فصيلة طيور الابلق أي تنتمي إلى طيور صائدات الذباب للعالم القديم. يمكن ترجمة اسمها الانحليزي حرفيا "اسود الذنب" لذلك كثيرا ما تذكرها بعض المصادر باسم "أبلق أسود الذنب" وهذا حال كثير ممن تصدر هذا المجال ، ولكني اجد انه من المؤسف تجاهل الاسماء المحلية وما تمثله من عمق ثقافي يمثل فهم اهل البلاد لمكونات بيئتهم ومحاولة فرض اسماء جديدة من ترجمات حرفية وضعهاباحث طيور اوربي .
لطيور القليعي لون رمادي جميل يتناغم بأناقة مع لون ذيله حالك السواد. ويتميز مثل كثير من طيور برارينا الجميلة بغناء عذب تفيض ألحانه الجميلة من فوق صخور عالية أو من أعلى اغصان أشجار الطلح التي توفر له ما يحتاج من حشرات وبراعم التي تشكل غذاءه الرئيس.
رأيته في منتزه البيضاء كما وصفت في التدوينة السابقة مع زوجه أعلى جلمود صخرة في سفح احد الجبال التي تحد المنتزه شرقا. وقد سجلت له عده صور وهو يحمل عديد من الديدان والحشرات في منقاره ثم يختفي وكراصدة طيور قديمة كان يجدر بي ان أفهم ان هذا يعني وجود عش قريب ولكني مع سحر المكان وتعدد الطيور التي شغلت بالي لم اتنبه لهذا. وحين قررت ان انزل على الصخرة وقفت اولا على حافتها المطلة على الجبل وفي لحظة ظهر القليعي تحت قدمي مباشرة في اقتراب مدهش، صحيح ان هذه الطيور اكثر الفة للبشر وهي لا تمانع ان تقترب من الانسان لو انست منه رشدا. ولكن هذا كان اقترابه مثيرا للتوتر ثم طار على غصن يابس لشجر امامي ينظر لي مباشرة بتوتر ملحوظ فعرفت اني قد اقتربت من عشهم بشكل مقلق، فاسرعت الخطى نازلة من الصخرة ومبتعده عن المكان تماما.
اعشاش الطيور ليست مجال لتجارب التصوير او محاولات التوثيق او تسجيل السبق التصويري أو العلمي مالم تكن تحت اشراف صارم من مختصين يفهموا تماما سلوك الطير ، وما عدا ذلك فهو عبث وصبيانية للاسف تشجع عليها الرغبة في حصد الاعجابات في وسائل التواصل الاجتماعي.
والحقيقة أن تصوير الحياة الفطرية مثل غيره من انواع التصوير يجب ان يكون مضبوطا بشكل صارم بعدد من القيم الاخلاقية التي تجعل رفاهية الطير وراحته اولوية قصوى لا مجال للمناورات فيها.