السبت، 21 أغسطس 2021

دخلة الزيتون الشرقية - صديق قديم

حين كنت في مرحلة الكتابة لأطروحة الدكتواره التي كانت تتضمن الكثير من المعالجات الاشتقاقات الرياضية المعقدة ما كان يسبب لي ارهاق ذهني كبير كنت اعمل على اراحته بالوقوف أمام النافذة والتأمل في الاشجار العالية التي تصل الى الطابق الثالث حيث أسكن وطبعا الاشجار تعني الطيور ومن هنا بدأت هواية مراقبة الطيور، ومنها وجدت طيور معروفة وطيور جديدة تماما مثل عصافير التين التي كنت ارى الذكر على أحد الاغصان والانثى على مقربة منه لم اكن اعرف ايها الذكر وابها الانثى ولكن احدهم بطاقية سوداء والاخر حمراء ولكن الشكل متشابه تماما وهناك ذلك الصغير المصفر المشغول أبدا بالتقاط الحشرات من زهور شجرة اللوز الحجازي. وهو ما عرفت لاحقا انه اما نقشارة الصفصاف او نقشارة الصفصاف. اما دخلة الزيتون فقد كانت مميزة بحركة ذيلها المتذبذبة صعودا وهبوطا وتلك الطقات التي تصدرها كنت اعشق حركتها المستمرة التي لا تكل ولا تمل وتنقلها بين الاغصان لالتقاط الحشرات وأخيرا تغريدها الجميل في فترة الصيف حين ترحل كل الطيور الزائرة.
هذا الصيف لم يكن استثناء فما زالت هذه الدخلة البديعة تملأ جنبات الحديقة بطقاتها المتواصلة وهي تتنقل بين الاغصان بحثا عن الحشرات ثم تنزل لصحن الماء تحتسي قطيرات تساعدها على هضم وجباتها المتكررة.
رحل من زرع هذه الاشجار وسقاها حب ورعاية لسنين طويلة وبقيت الحشرات تأتي والطيور تبحث عنها . 

رحم الله أمي وأبي وجعل ما تركوه صدقة جارية لهم حتى يأذن الله.



















السبت، 14 أغسطس 2021

زيارة نادرة للجميل الغامض

 من أجمل الطيور المهاجرة التي تبكر في الوصول إلى جدة هو الهزار ابيض الحلق أو الهزار الايراني ، ولكني قلما ارصده في الحديقة فهو زائر دائم للغابة الشرقية قبل ان تصبح مكان للقناصة الذين لم يبقوا فيها أي شيء يتحرك. 

المهم كنت في جولتي المسائية في الحديقة حوالي الساعة الخامسة وفي ذهني ان أوزع حبات بلح في اماكن عديدة علها تجذب طيور الصفاري وغيرها من نوادر الهجرة. حيث عادة اقوم بغرس الجزء الطري من البلح في اطراف نوع من الصبار المهم ما ان اقتربت حتى طار الجميل الغامض من أمامي، العجيب اني لم المحه قبل ذلك رغم القرب الشديد. حط  قريبا على احد الشجيرات ومع ذلك لم الحق ان اضبط الكاميرا لاخذ الصورة.

طار وحط على النجيلة ومن ثم على احد الاغصان بالقرب من السور ثم نزل واختفي على الارض تحت بعد الاجمات الكثيفة ولكنه سرعان ماعاد إلى الغصن على السور. 

المهم قررت ان اقوم بواجب الضيافة معه بسلاح فتاك وهو الفول السوداني المجروش فنثرته هنا وهناك وخاصة في المكان الذي كان فيه بالقرب من الصبار، وحتى يطمئن فقد تركته ودخلت البيت.لفترة كافية تجعله يشعر بالاطمئنان.

بعد حوالي 20 او 30 دقيقة فتحت الباب بحذر شديد وبخطوات حريصة اقتربت من مكان الصبار لأراه هناك منهمكا في أكل فتات الفول السوداني. 

للاسف لم يكن الجميل موجودا اليوم التالي ولكن لاباس فقد اعطاني وقتا مميزا جدا في زيارته الخاطفة.التي كانت يوم 13 اغسطس 4 محرم 1443