دأبت على رؤية شبح دخل رمادي يختفي في لمحة عين بين الاغصان العالية كلما اقتربت من بعض الاجمات وقد كنت في حيرة منه هل هو الدخل أبيض الحلق الكبير او الدخلة الموشحة ولكني أيضا لم استبعد درسة الشعير (اورتولان). وفي يوم 5 مايو 23 رمضان بعد استعراض ماتع من عصافير التين ودخلات الحدائق في تنافسهم على العنب والبرتقال، بهدوء شديد تسلل الرمادي الجميل فما شعرت حتى رأيته واقفا على طرف الغصن السفلي لشجيرة الجاردينا التي تحتها صحن الماء، ظل مترددا لبرهة قبل ان يستجمع شجاعته وينزل، وكان هذا غريب بالنسبة للدخلة الموشحة أو الازعر الذي عادة ما يبدو جريئا ومنافس بقوة على العنب وغيره. ولكن هذا بدا زاهدا واهتمامه اكثر بالتقاط الحشرات ولهذه المهمة العظيمة يرسلها الله تعالى لنا. فلنخاف الله فيها.