لم يكن هناك الكثير لأحكي عنه في الحديقة في كل الأيام السابقة ربما سوى وصول عدد من عصافير التين والتي كانت مولعة بأكل التمر، وكان هذا في أوائل شهر نوفمبر. توقعت وصول دخلات منتيري ولكنها لم تظهر حتي اليوم. للاسف أرجو أن أراها قريبا.
وإلى جانب انشغالي بالعمل فقد انشغلت أيضا بمتابعة الطيور في المنطقة حول المباني في الجامعة والتي كان أهمها وصول أبلق البادية Desert wheatear في أخر يوم من أكتوبر, ومن ثم رصدت أيضا زوجا رائعا من جنشات تواني Tawny pipit وقد تزامن مع يوم التاسع من الشهر وصول البرقش القزويني (سلالة من البرقش السيبيري) إلى جانب عدد من الصرد الأشهب بنوعيه التركستاني والديوران. ومن ثم وصلت أنثى أو يافع للبرقش السيبيري.
كما أني كنت أقضي بعض الصباحات الباكرة في حديقة الكورنيش الاوسط حيث رصدت أربعة أنواع من الجنشات والعديد من أنواع الصرد و البرقش و الابلق الرملي و أبو الفصاد بنوعيه الأصفر والأبيض. إلى جانب الطيور المقيمة مثل الهدهد والشولة السوداء.
ولكتي في يوم الثالث عشر قررت أن ابقي في الحديقة ولله الحمد لم يخب ظني.
فمن أول الصباح رصدت زوجا من نقشارات الشفشاف Chiffchaffs، فقررت أن أكمن لها قرب حوض الماء علي أظفر بصور أفضل. وفي هذا الوقت بدأت أسمع تغريدا غريبا بدا لي كأنه مثل أصوات طيور الحديقة ولكنه لم يكن هو تحيرت في البداية. ولكني سرعان ما لمحت طيرا أكبر من الدخل بشكل جلي ينزل بالقرب من حوض الماء البعيد تحت ظلال الأشجار. لم يكن من الصعب أن أتبين أنه السمنة المغردة Song thrush، وقد كانت كما عودتني في زيارتين سابقتين لطيفه جدا وسمحت لي بالاقتراب منها لأخذ عدد من اللقطات.
تركت الحديقة لفترة حتى أكمل بعض أعمالي ثم نزلت قرب الظهيرة لأحد حل لغز التغريد الغريب. فقد كان هناك على الحبل الممتد بين شجرتين صرد ديوران Daurian shrike يافع. وكانت الأصوات هي أصوات المحاكاة التي يقوم بها لتضليل العصافير الصغيرة لتأتي بالقرب منه. قضى هذا الصرد الباهت اللون الجميل وقتنا لابأس به بستخرج الديدان من المرج الصغير في الحديقة بعضها له طول يصل إلى حوالي نصف متر. وقاوم بشده مضايقات زوج النغري له. وبعد حوالي الساعة قررت أن أترك الطيور وشأنها و أدخل لباقي شأني