بدأ صوت الرعد منذ الساعة السابعة صباحا ولكنها كانت زمجرات مكتومة، وشيئا فشيء اقتربت السحب السوداء واكتمل تلبد السماء على الثامنة والنصف وفي هذا الوقت كانت التميرات والنغاري والقميرات والدوري كما اعتادوا ثم بدءوا يغادروا الشجر حين بدأ قصف الصواعق، وامتلئت السماء بأسراب من عشرات الخطاطيف التي اتجهت نحو الجنوب. ثم بدأ الهطول القوي للمطر مع صواعق منخفضة ومخيفة. وبعد ساعة و نصف من الرحمة عادت التميرات لتظهر فعرفت أن المطر سيتوقف. وهنا اتخذ كل منها (حوالي ستة) مجثما في أعلى الشجرة وصارت تعمل بلا كلل في صيد الناموس والهوام التي اثارها المطر كصائدات ذباب. وهي في العادة تتغذى على رحيق الازهار.
وكانت هذه اللقطات من تلك اللحظات القصيرة التي كانت تعود فيها إلى مجاثمها.