افادني التواصل مع العديد من مصوري الطيور عبر المملكة أن بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت في معظم الانحاء أن خلال بومي الجمعة والسبت 15 و 16 أبريل كانت البداية للزخم الأكبر للهجرة مع رصد العديد من الطيور ، وقد بدا يومي الأحد ايضا مليء المفاجأت ولكني للأسف كنت مشغولة بالعمل ورغم ذلك رصدت من أول النهار الدخلة بيضاء الحلق الكبيرة التي كانت تزدد على التمر. وكذلك عدد من الدخلات بيضاء الحلق الصغيرة ودخلة موشاة خجولة أو أن عصافير التين قد أصبحت متنمرة لاتدع اي دخل آخر الاقتراب من مكان البرتقال والتفاح.
وكانت دخلات الصفصاف أكثر جراءة من الايام السابقة فقد سجلت اثنين في صباح الاثنين. ولكني لم ارهما بعد ذلك
وفي ذلك اليوم لمحت ايضا دخلة موشاة كانت في حالة قلق وهي تحاول اتخاذ قرارها هل تنزل إلى حيث البرتقال والتفاح وتحتمل مضايقات عصافير التين.
في تلك الايام تصاعد نجم التمر على مائدة طعام العصافير بشكل لم اتوقعه ابدا وهذا الفيديو يوضح كم تبدو عصفورة التين سعيدة به
وفي هذا اليوم منذ الصباح الباكر طار أمامي من أحد اعضان شجر الأثل طيرا بدا لي رماديا ولكن ذيله المحنى المروحي كان واضحا جدا. ظننته شولة حمراء،راقبت المنطقة لفترة ولكني ما رأيته فاستبعدت أن يكون الشولة الحمراء. وظننت أنه ربما كان الهزار أزرق الحلق. ولكنه بدا أن لا أثر له بعد ذلك.
كان يوم الأربعاء حافلا بالكثير من الإثارة بدأت مع الصباح الباكر إذ لمحت انقضاض طير صغير على شيء ما في الأرض الترابية راقبته من خلال العدسة فإذا به ذكر البرقش الأحمر كان يحمل فريسته وهي جرادة ضخمة، ويبدو أن غنيمته الكبيرة هذه اثارت حفيظة النغري الذي يعشش في هذه المنطقة فانقض عليه كالصاروخ وظل يطارده حتى جعله يترك الحوش. وللاسف لم يعد مرة أخرى، وقد اصابني هذا بالحزن فهذه الهزارات الجميلة نادرة الزيارة للمنطقة وكان هذا قد بدا لي من النوع الجريء الذي يفضل أن يكون في مجثم مكشوف.
الحقيقة أنني قد تعودت على خيبات الامل التي يسببها هذا السلوك العدائي لطيور النغري خاصة تجاه الزوار من طيور الصرد، وقد حرمني هذا من زيارات هذه الطيور البديعة في السنين الأربعة الماضية حين أصبح لدي أكثر من زوج نغاري مفرخ. وهذه السنة اضيف إليهم أيضا زوج من النغري أبيض الخد.
ولله الحمد أن طيور النغري والحباكات تلعب وتشاكس الزوار من الدخلات ولكنها لا تطردها لذلك كان ذلك الصباح حافلا بالتغريد وقد جمع حوض المياه العديد من الدخلات خاصة عصافير التين ساعة الاستحمام ومن خلال هذا التجمع كان رصدي الأول لدخلة الحدائق الجميلة للمرة الأولى هذا الموسم. للأسف لم تحضر في هذا التسجيل الدخلة الموشاة التي كنت أسمع صوتها. إلى جانب تغريد جميل من أعلى شجر النيم لم أعرف مصدره. وطبعا دائما دخلات الزيتون بطقطقتها الجميلة وطريقة تحريكها لذيلها من أعلى لأسفل تسر النفس وتدخل السعادة إلى القلب.
المهم أني ذهبت لعملي ولكني لم اغب الا لفترة قصيرة فقد عدت حوالي الثانية ظهرا لأجد عصافيرعديدة معظمها عصافير التين قد افترشت الأرض تحت الظل العميق لشجرة الحمر قرب السور آخر الحديقة ولكني أيضا لاحظت أن أحدها يتحرك بطريقة مختلفة راقبت من خلال العدسة لأجد أنه ليس من عصافير التين ولا الدوري فقد بدا لي نوع من الهزارات وظننته أثنى صائد الذباب شبه المطوق، بسبب ما بدا لي من لونه الرمادي. ما أن اقتربت حتى اختفى في لمحة عين في أغصان الشجرة الكثيفة. لم انتظر فقد القيت بحقيبة الكومبيوتر وكل شي وضبطت طول الحامل الثلاثي لأتمكن من الاختباء تحت أجمة قريبة ولكنها كثيفة نوعا ما تؤمن لي أن اختفي،علها تشعر بالأمان وتعاود الظهور. كانت الشمس قوية جدا وانا ما زلت ارتدي عباءتي السوداء ولكن بحمد الله ظهر ضالتي المنشودة وكان العندليب الخجول، وهكذا حل لغز الطير ذو الذيل المروحي المحنى الذي طار أمامي قبل يومين، ولكنه تركني أتساءل هل هو من يصدح بتلك الانغام الجميلة لم أكن مرتاحه لهذا الفرض. كان شديد التردد يظهر ثم يعاود الاختباء والحمد لله بعد أربعين دقيقة فقط ظهر حين ترك جميع عصافير التين تلك المنطقة على الارض وبدأ أنه يريد أن يأخذ نصيبه من تمرة كانت ملقاة على الارض إلى جانب بعض من فتات بسكوت. فرحتي لم تطل إذ هجمت عليه عصفورة تين وجعلته يجفل ويترك المكان. وكانت هذه أفضل الصور التي حصلت عليها
يعتبر وضع طائر العندليب thrush nightingale غامضا بعض الشي بالنسبة لي فقبل عدة سنوات جاء أحدهم في مثل هذا الوقت وظننت أنه مثل غيره من زوار الربيع ولكنه ظل طول أشهر الصيف يوليه وأغسطس وسبتمبر وظللت أراه في الحديقة وحديقة منزل أخي المجاور من آن لآخر حتى آخر ظهور له في نهاية مايو للسنة التالية، طبعا رصده ليس سهلا فهو باستمرار مختبيء تحت ظلال الأجمات الكثيفة، قلما يظهر للعلن. لونه يساعده على التخفي يمكن فقط لمحه وهو يطير وهذا غالبا في فترة الصباح الباكر. عموما ربما استطعت في الأيام القادمة أن أجد الاجابة عن تساؤلاتي.
بعكس الاثارة الكبيرة في يوم الاربعاء بدا يوم الخميس مضجرا مخيبا للآمال ليس بسبب قلة الطيور ولكني لم أر البرقش الاحمر ولا العندليب ولا دخلة الحدائق ولكني سمعت صوتها ولمحت الدخلة الموشاه ودخلة أخرى لم أفلح في تصويرها. عصافير التين بدا أنها شبعت من الفواكه ولم يعد التمر يحمسها ولكنها اكتشفت مكان الاطعام الذي أضع فيه فتات الكيك الذي أعجبها بشدة فصارت تحتمل مضايقات الحباكات والدوري بصبر في سبيل أن تظفر به. المهم أن معظم الطيور لم تبد استعدادا لظهور والتعاون في التصوير.
وفي هذا اليوم تأكدت أن التغريد الشجي هو للشولة السوداء.
وأخيرا في نهاية اليوم اكتشفت وجود الدغناش القطبي مختبئا بين أغصان شجر الأثل غير عابيء بزوج النغري الذي بدا قلقا ولكن لم تكن أي صدامات بينهم وبدا الدغناش غير مهتم أو تعب، فقد ظل كما يظهر في التسجيل لفترة طويلة حتى قررت أن اقترب منه فطار إلى داخل الحرش ولم اعد أراه.