بعد انقطاع الطيور المهاجرة لثلاث أيام كان من المفرح رؤية الذبابي عند نزولي للحديقة في بكور يوم الأحد 25 سبتمبر، وقد بدا من الواضح انه نشيط وأنه سيكون متعاونا. وأن ساحته ستكون في النجيلة أمام مخبئي وليس في المنطقة البعيدة خلف المنزل كما كان الذي جاء قبله بأسبوع. قررت أن انهي وضع الطعام للطيور وسقاية بعد النباتات ثم التفرغ له وهنا رأيت على الارض طيرا اختفى في لمحة ولم ار منه سوى حمرة مع سواد في أسفل الذيل. استبعدت الشولة الحمراء وفكرت ربما كانت بنت الصباغ. أسرعت للمخبأ المعتاد بين الشجيرات فلم يطل انتظاري حتى هبط تحت الظلال الكثيفة وظهر حاجبه الواضح وتشول ذيله ولكنه سرعان ما اختفى بين وخلف احواض الزرع التي كان البستاني يستخدمها كحاضنات للشتلات الجديدة. ظل ينزل على الارض ويطير إلى اغصان الشجرة فوقه كلما مر احد أو اقتربت قطة. ولم يكن من امل لأي صورة مرضية ولكني تعرفت عليه أنه العندليب وليس العندليب الشرقي الذي كنت .رصدته مرة في نفس الشهر قبل عامين.
قررت ان اغير مكاني واقترب نوعا ما وبهدوء شديد نقلت حامل الكاميرا والمقعد تحت شجر اللوز لأكون أقرب بحوالي 3 امتار وللاسف فإن هذا المكان كانت كثافة الاغصان فيه من شجرة الجهنمية ذات الاشواك المؤلمة. لا بأس اعتقد ان الامر يستحق وبالفعل عاد العندليب للنزول واستطعت أن احصل على بعض الصور قبل أن وجب على أن اجمع رحلي واسرع إلى عملي.