لاول مرة منذ عدة سنين استطيع القول ان زخم الهجرة في هذا الوقت قد عاد كما تعودنا عليه في الايام الخوالي ربما ليس من ناحية الاعداد التي من الواضح انها قلت ولكن من ناحية التنوع الذي اعتدت عليه في الحديقة.
لم يكن زخم الايام التالية كما كان في السابع والعشرون الذي كان يوما استثنائيا إلى حانب انه كان على ما يبدو أول يوم لوصول عديد منهم لذلك بدوا في ذلك اليوم مشتتين ومتهورين إلى حد بعيد، ولذلك سرعان ما عاد معظهم إلى طبيعته الحذرة وصار أصعب في رصده ما دفعني إلى زيادة أعداد صحون الماء المعلقة (حماية من القطط) والتأكد من نظافتها ووضع عدد أكبر من شرائح البرتقال والعنب الاسود والتمر.
مما رصدت في الايام اللاحقة كان
دخلة القصب القزوينة التي كان لا شك نجمة الحديقة في الايام اللاحقة.
الذبابي ظل يمتعنا باستعراضاته الجوية خلف الحشرات الطائرة حينا وحين أخر معاكسته لدخلة الحدائق التي كان ينافسها على العنب الأسود.
الدخل أبيض الحلق الصغبر الذي كان يظهر مبكرا عند أحواض الماء او تجمعات الماء على الارض .
دخلة منتري التي بدات اسمع أصوات تواصلها فعرفت ان الانثى وصلت ثم ظهرت بوضوح وجراءة تجعلني اتوتر بسبب معرفتي بمدى يقظة وذكاء قطط الحديقة.
عصافير التين التي مازالت حتى الان شديدة الحرص والخجل ولولا أحواض الماء لما رأيتها وقد بدا أن عدم اهتمامها بالعنب والتمر أمر عجيب فلجأت إلى سلاح جديد وهو الرمان الطائفي وقد نجج لأني وضعته بعيد عن مكان جلوسي .
وجاءت الحميراء يوم 2 اكتوبر، ومن العجب أني رأيتها في ذات اللحظة التي كنت أفكر أن موعد وصولها قد اقترب واتساءل ما علي أن افعله لواجب كرم الضيافة. وقد كان الزائر ذكرا يافع بدا انه شديد التعب بحيث لم يراوغ كثيرا معي وتمكنت من تصويره بسهولة غير معتادة.
وفي الايام التالية ظهرت اعداد من الجوارح التي اعتقد انها الحدأت السوداء ومن ثم عقاب العسل الشرقي مع وجود دائم لأعداد من الوراور الاوربية والفارسية المحلقة فوق البيت وعدد من الخطافات والسمامات.
وكان يوم 11 من اكتوبر رائعا مع زوج من الدخلات بيضاء الحلق الكبيرة التي كانت في منافسة طاحنة مع دخل الحدائق وعصافير الدوري ما اعطاني مجالا لصور طيبة افضل من الصور في الايام السايقة حين كانت مصرة في الاختباء بين اغصان البونسيانا وشجر الرمان.
ومازال هناك طائر أرضي غامض يدرج على الارض بين اليمام وعصافير الدوري والحباك فإن أحس بي طار في لمحة فلا أميز منه سوى بياض في أطراف الذيل فهل هو العندليب مازال موجودا أم ماذا؟
