حين كنت في مرحلة الكتابة لأطروحة الدكتواره التي كانت تتضمن الكثير من المعالجات الاشتقاقات الرياضية المعقدة ما كان يسبب لي ارهاق ذهني كبير كنت اعمل على اراحته بالوقوف أمام النافذة والتأمل في الاشجار العالية التي تصل الى الطابق الثالث حيث أسكن وطبعا الاشجار تعني الطيور ومن هنا بدأت هواية مراقبة الطيور، ومنها وجدت طيور معروفة وطيور جديدة تماما مثل عصافير التين التي كنت ارى الذكر على أحد الاغصان والانثى على مقربة منه لم اكن اعرف ايها الذكر وابها الانثى ولكن احدهم بطاقية سوداء والاخر حمراء ولكن الشكل متشابه تماما وهناك ذلك الصغير المصفر المشغول أبدا بالتقاط الحشرات من زهور شجرة اللوز الحجازي. وهو ما عرفت لاحقا انه اما نقشارة الصفصاف او نقشارة الصفصاف. اما دخلة الزيتون فقد كانت مميزة بحركة ذيلها المتذبذبة صعودا وهبوطا وتلك الطقات التي تصدرها كنت اعشق حركتها المستمرة التي لا تكل ولا تمل وتنقلها بين الاغصان لالتقاط الحشرات وأخيرا تغريدها الجميل في فترة الصيف حين ترحل كل الطيور الزائرة.
هذا الصيف لم يكن استثناء فما زالت هذه الدخلة البديعة تملأ جنبات الحديقة بطقاتها المتواصلة وهي تتنقل بين الاغصان بحثا عن الحشرات ثم تنزل لصحن الماء تحتسي قطيرات تساعدها على هضم وجباتها المتكررة.
رحل من زرع هذه الاشجار وسقاها حب ورعاية لسنين طويلة وبقيت الحشرات تأتي والطيور تبحث عنها .
رحم الله أمي وأبي وجعل ما تركوه صدقة جارية لهم حتى يأذن الله.