تعتبر شجرتي العرعر والطلح أهم مظهر للغطاء النباتي في جبال الحجاز ومنطقة عسير ومناطق أخرى في المرتفعات الغربية .
يهيمن العرعر الفينيقي على المرتفعات التي تعلو 2000 متر عن سطح البحر وهي شجرة دائمة الخضرة معمرة من المخروطيات عارية البذور من رتبة الصنوبريات و فصيلة السرويات. وتشتهر إلى جانب خضرتها الشديدة وظلها الوفير بأنها بطئية النمو حيث تحتاج الشتلات الجديدة التي تنمو بالبذور إلى ثلاث سنوات لتصل إلى 60 سم فقط. وهذا ما يعني أن الاشجار العالية الكبيرة غالبا ما تكون اعمارها قد جاوزت بضع مئات من السنين. ولها ثمار عنبية ذات لون ازرق فاتح له طعم حلو في اوله ولكنه ينتهي بمرارة مقبولة.
شجرة عرعر ضخمة (الصورة من بعد 50 متر) كثيفة الاغصان وهي غالبا مأوى لعديد من الطيور خاصة المغربة الحبشية وهازجة الغابات.
يبدو ان هذه العرعرة التي طولها يصل على ستة أمتار ربما جاوز عمرها المئة عام.
هازجة الغابات على شجرة عرعر في وادي ذي غزال (الشفا) وتظهر في الصورة الثمار زرقاء اللون.
في المقال هذا من جريدة الوطن السعودية قراءة جميلة جدا عن مكانة هذه الاشجار في وجدان أهل عسير، اقتبس منها هذا المقطع على لسان السيدة صالحة أحمد أل شيبان وهي التي رعت اغنامها لسنين طويلة في جبال تهلل، تقول السيدة :
ن الرجال في القرى المحيطة بجبال تهلل في سودة عسير، قد تعارفوا في الماضي على موسم محدد هو مرحلة ما بين فصلي الشتاء والربيع، يكرسون فيه جل وقتهم وجهدهم لاحتطاب ما يبس من أغصان العرعر، وما أن يصل الربيع إلا وقد اكتست تلك الجبال خضرة تبهج النفوس تظل في ازدياد حتى يحين موسم الاحتطاب في العام الجديد. .
وتقول :
لا أنسى حسرة تلك العرعرة التي تفيأت ظلها جداتي وربما جداتهن، حتى وصلني الدور، ومضى بنا الزمن بعيدا عن القرية والطبيعة على مدى أكثر من 4 عقود من عمرها، حيث زارت نفس المكان الذي تقف فيه هذه الشجرة المعمرة والثمينة في نفسها، فوجدتها ذاوية تماما بعد أن أشعل العابثون نارهم في عزّها فماتت من جذورها قبل أن تلفظها الأرض.
https://www.alwatan.com.sa/article/143534
الطلح العسيري
وهي أشجار متوسطة الارتفاع تنتشر داخل وحول مدينة أبها، صورتها في منطقة بني مازن حيث كانت غالبا مجاورة لاشجار العرعر وقد كانت في وقت الازهار حيث كانت بعض الاشجار مغطاة بشكل كامل بالازهار القطنية البيضاء المائلة للصفرة
هذه مجموعة من الصور لطيور على شجر الطلح تظهر فيها ازهارها القطنية ذات الرحيق المحبب للطيور التي تتغذى على الرحيق مثل التميرات أو الطيور التي تتغذى على الحشرات التي تعيش على هذه الزهور او على اجزاء الشجرة الاخرى مثل الدخلتين العربية واليمنية.
التمير الفلسطيني يتمتع برحيق الازهار وربما له دور في نشر حبوب اللقاح
السمنة اليمنية تتغذى على الحشرات والزواحف والمفصليات التي ربما بعضها يشكل أفة للشجر.
تتغذى طيور الدخل بشكل رئيس على الحشرات التي تعيش على الاشجار وهي لذلك مهمة جدا في السيطرة على اعداد الحشرات التي لو زادت ربما تؤدي على مرض الاشجار وهنا الدخلة اليمنية الجميلة التي تعيش في اشجار الطلح في علاقة تكاملية.
تعتبر طيور الوقواق هذه زوار صيفية لمنطقة عسير وهي تتغذى على الحشرات والزواحف وبرقات الفرشات. وربما تزامن وصولها مع نوع معين من الافات او موعد تفريخ لحشرات لو زادت اعدادها ربما كان ذلك مؤذيا للشجر.
فراشة الدبق العربية Arabian mistltoe white موجود باعداد كبير في مناطق وجود اشجار الطلح؟
وبالطبع فإن أشجار الطلح هذه هي المفضلة للقراع الذي يحفر فيها فجوات العش الذي يضع فيه البيض ويستخدمه لرعاية الصغار.
من الاكيد ان للقراع منقار قوي جدا لان قشور وجذوع شجر الطلح شديدة الصلابة
أما طيور الدخل العربي فهي تفضل نوع أخر من الطلح يتميز بأشواك كبيرة ذات لون أبيض يبدو بلمعة فضية تحت أشعة الشمس.