أصابني الغم حين لم اسمع أصوات الوراورالمحلقة عاليا في أول يوم من الشهر كما هو معتاد من السنين السابقة. والذي ممكن ان نسمعه في كثير من السنين السابقة ابتدأ من الثلث الثالث من شهر اغسطس.
ولم يكن هناك أي مبشرات أخرى للهجرة حتى يوم التاسع من الشهر حين ذهبت الشاطىء القريب من المنزل وقد تملكني شعور مخيف بالاحباط وانا أتساءل هل ستكون هذه الهجرة مثل ما كانت الهجرة الربيعية محبطة جدا في ضعف الاعداد الواصلة وغياب كثير من الانواع المعتادة خاصة طيور الصرد وهذا ليس فقط في حديقة المنزل بل في كثير من المناطق التي اتردد عليها لرصد الطيور داخل المدينة و خارجها. وفي صبيحة يوم تلك الزيارة جاءت البشري مع رؤية البرقش القزويني على ارض الحديقة المجاورة للشط. ثم رصدت عدد من البقويقات سوداء الذيل التي كانت على موعدها السنوي المعروف.ثم لمحت كتلة غامقة اللون طافية على سطح البحر صوبت العدسة إليها ورغم أنها كانت صغيرة جدا إلا اني استطعت أن أميز انها بطة أبو مجرفة وكان هذا أول مرة أرصدها. اصابني الاحباط حين طلب مني احد حراس الساحل عدم اخذ الصور. فقررت المغادرة وفي طريق الخروج لمحت حركة على النجيلة في طرف أخر رقص قلبي فرحا واقتربت قليلا لاجد عشرات من طيور أبو الفصاد الاصفر وفرد او اثنين من ابو الفصاد الليموني، منظر لم اره منذ فترة ليست قليلة. وبحمد الله ان هذا كان في جهة بعيدة عن المكان الذي عليه حماية امنية لمنع التصوير وكان المكان خاليا من الناس لذلك افترشت الارض وقضيت وقتا جميلا اراقبها واخذ بعض اللقطات خاصة لتلك التي تقرر انني لا اشكل خطرا فتقترب بشكل كاف لتملأ اطار الصورة.
وفي الحديقة كانت بشائر الهجرة واضحة مع وجود اعداد من الدخل ابيض الحلق الكبير والعندليب. ثم توالى وصول الزوار تباعا مثل نقشارة الصفصاف والذبابي في يوم 13 سبتمبر مع ظهور متهور من العندليب بشكل اثار قلقي من أن يقع ضخية لاحد القطط وسرعان ما اكتشفت أن هناك ثان أكثر حرصا وتعقلا. ثم ظهرت الدخلة الموشاة يوم16 سبتمبر.