قضيت فترة تقرب من الشهرين في عملية بناء ثقة وعقد صداقة مع بنات الصباغ في منطقة المزارع كما اسلفت في التدورينة السابقةـ وفي فترات الانتظار والجلوس هادئة بين الحشائش الارضية كان طيري أبو الفصاد والبريقش يختاروا ان يتجاهلوا وجودي ويقتربوا على مسافات شديدة القرب وهذا أمر لا يتعارض مع طبيعتيهما الودودة التي تتسم بشيء من الجراءة، وللاسف انتشار الصيد العشوائي الذي يقوم على أساس الرمي بدون هدى ولا سبب وفي أي وقت بدون أي مراعاة لضوابط دينية واخلاقية فقد تغيرت الكثير من سلوكيات الطيور التي صارت في المجمل تفزع من أي ظهور أو اقتراب للانسان كما هة الحال مع اليمام المطوق والصرد احمر الذيل والشولة السوداء اللذين كنت اراهم لمحة او اسمع اصواتهم فقط حولي في المنطقة,
ولكن الشنقب الذي طار فزعا من بين الحشائش الطويلة من الطيور المعروفة بالخجل الشديد وحب الاختباء لذلك لم استغرب سلوكه.
وعلى الاشجار ربض البلشون الذهبي منتظرا فرصة مناسبة للنزول على الارض حيث يفضل وقد حدث في أحد الايام أن نزل الزوج وسمحا لي بالاقتراب لأخذ عدد من الصور والغالب انهما درسا سلوكي وقررا ان لاخوف مني.
أما في السماء فقد تعددت الطيور التي تمر غالبا من الغرب إلى الشرق في ساعة الصباح الاولى ولست أعلم لماذا هذا الاتجاه فقط.
فيما يأتي بعض الصور