وكأنك في روضة غناء تأتيك من أعلى الاقواس أصوات زقزقة العصافير التي تصمت تماما عند بدء الصلاة ثم تعود لصخبها شيئا فشيء عند انتهاء الصلاة. وفي منتصف الليل بعد اغلاق المسجد وخلوه إلا من زوار الروضة المشرفة تجدها تقفز هنا وهنا على السجاد آمنة مطمئنة بين يدي سيد الخلق والمرسلين تسكب بأصواتها بهجة غامرة وعجبا من بقاءها مستيقظة في هذا الوقت المتأخر.
وهناك في الباحات الخارجية تأتيك أصوات أبو الفصاد من أعلى المنابر ستسمعها قطعا لو أصغيت وستسمع وترى تلك الخطافات التي تحلق في دوائر هنا وهناك فيما قد يبدو أنه أمر عبثي ولكنه ليس كذلك فهي تجمع الناموس وغيره من الهوام فهي مثل العصافير مسخرة لتخليص هذا المكان المشرف من كل ما يمكن أن يؤذي زواره. وقد تظهر طيور ابو الفصاد وهي تتمشى على الارض في ازواج هنا وهناك وقد تتجرأ وتمشي على مقربة من الناس ولكن فقط وقت صلاة الفرض. أما بعد صلاة الصبح فأنك بشىء من الاصغاء ستسمع الضوعة (الزرزور الأسود) وهو يشاركك تسابيح ما قبل الاشراق.
كم هي حميلة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم كم هي أمنه وهادئة ووادعة.
اللهم احفظها من كل شر.