السبت، 14 فبراير 2015

رحلة إلى مشروع الأراضي الرطبة

الأربعاء 11 فبراير 2015
        22 ربيع الثاني 1436

 توضح هذه الخريطة  منطقة الغابة الشرقية. وهي اللون الأخضر إلى يمين الخريطة. يقع مشروع الأراضي الرطبة خلفها من جهة الجنوب.

وصلنا في الموقع حوالي الساعة الثامنة إلا ربع صباحا، وفي هذا الوقت من العام تكون الشمس قد أشرقت تماما والضوء ملىء المكان.


بعد جولة قصيرة بالسيارة في المكان لاحظت أن أفضل مكان لرصد الطيور هو بجوار المجرى المائي. في  البداية رأينا برقش مطوق شديد الخوف والحذر ترك مجثمه القريب ودخل إلى الحرش واختفى فيها. سرنا بجوار المجرى لمسافة حوالي 400 متر حيث وجدنا شولة سوداء black bush robin واقفه على الغصن ترسل تغريدها الشجي الخافت. وفي تلك المنطقة يوجد الكثير من هذا الهزار الجميل وفيها يمكن أن تسمع غناؤهم العذب أبتدأ من شهر نوفمبر. حيث أن شهور تفريخهم هي ديسمبر ويناير والغالب أن الفراخ تظهر في فبراير ومارس.


ثم لاقينا صرد أحمر الذيل (نهس) غالبا من فصيلة الديوران rofous tailed shrike، وقد كنت قد رصدته في زيارتين سابقتين في شهر ديسمبر ويناير، فالمعروف أن أعداد من هذه الصردان تشتو مدينة جدة. 


تعج المنطقة طبعا بالدوري والحسون الهندي فضي المنقار Indian silverbill وتمير وادي النيل Nile valley sunbird والتمرة (الهازجة الرشيقة) Graceful prinia وكذلك الحباك weaver فهذا الشهر هو موسم تزاوجهم جميعا وكذلك الوروار الأخضر Green bee-eater الذي بدا الزوجان في أبهى حله فالغالب أن الزوج الذي رأيته قد فرخ فقد كان الأبوين مشغولان جدا بالصيد ولا يكادان يهدءان من الطلعات الجوية. وقد رصدت هذا الزوج على الطرف الثاني من الطريق



أجمل مافي المكان عدا عن جمال الشجر هو اختلاط أصوات التغريد لكل الطيور الموجودة التي من الأكيد أن الموجود هو أكثر كثيرا مما يظهر، المكان يحتاج أشخاص متفرغين يستطيعوا خلال هذه الفترة وفترة الهجرة القادمة أن يرصدوا الأنواع الموجودة.
أوقفنا السيارة وانشغلت لفترة بمراقبة ذكر نساج رائع دائم التردد على موقع أحد الأعشاش التي ينسجها وكان معه عدد من الإناث أو ربما الصغار. وهنا فقط ظهر الجميل الذي من أجله قمت بهذه الرحلة. في البداية ظننته طائر الشولة Rofous scrub robin. بسبب حركة ذيله المشابه ولكنه حين توقف ورأيته مواجهة عرفت أنه الهزار أزرق الحلق blue throat robin وهو ذكر يافع. وقد أفاد الأخ تركي الأزوري (وهو أحد مراقبي الطيور في جدة ومهتم جدا يتوثيق كل مظاهر الحياة الفطرية لها) أن في المنطقة العديد منها. وقد سعدت جدا برؤية هذا الطائر البديع فهذه أول مرة أراه. 





طبعا لم يفتني أن اسجل صورة للحباك الوسيم وهو جاثم على هذه الأجمة. وقد كنت أتمنى أن يكون الهزار مكانه ولكنه للأسف قرر أن ينزل أرضا تحت ظلال هذه الأجمات الكثيفة


اعتذر عن عدم جودة الصور فقد كنت أصور مواجهة للشمس

عدنا ثانية إلى الإتجاه الآخر أي إلى جوار المجرى المائي حيث عاد البرقش المطوق Stonechat ولكنه ما أن أحس باقترابنا حتى عاد ليختفي داخل الحرش مرة أخرى. وقد تعجبت من هذا السلوك إذ أن عهدي بالبرقش المطوق ذكرا كان أو أنثى انهم طيور متألفة متعاونة جدا في التصوير خاصة تلك التي تشتوا لدينا.أعتقد أن سبب هذا الخوف هو القناصين الذين يبدوا أنهم استدلوا على المكان.  من هنا إن وصلت رسالتي في هذه المدونة إلى أي مسؤول أرجو أن يتخذوا ما يلزم لجعل هذه المنطقة الجميلة إلى محمية للحياة الفطرية ومنع القناصين منعا باتا.
لم يطل بي المقام فعلى بعد بضعة أمتار لمحت طائرا أزرقا الرأس وقد شعرت بفرح شديد إذ ظننت أنه السمنة الصغيرة little rock thrush ولكن نظرة فاحصة جعلتني من شكل المنقار أعرف أنه من الدرسات bunting وهو ليس درسة الأورتولان التي هي من الزوار الشائعة ولكنه قريبها الأقرب وهي درسة كريتس مار Cretzschmar bunting ببطنها البرتقالية اللون الجميل.
في البداية لم تظهر نفسها جيدا.





ولكنها أخيرا طلعت على حافة الحاجز الرملي المحيط بالمجرى المائي




وقد سرني جدا أنه أخيرا توقف بشكل أعطي فيه صورة واضحة للتوشية الجميلة على ظهره. بعد ذلك دخل إلى الحرش القريب واتخذ مجثما على أحد الأغصان القريبة وصار ينادي وهكذا فقط تنبهت إلى وجود الأنثى معه


من رصد السابق لاحظت أن هذه الدرسات تبكر في الوصول وقد كنت رصدت سرب صغير منها حوالي 8 في أوائل شهر مارس من العام 2012، وهذه صورة لزوج من ذلك الرصد. وقد لاحظت أيضا هذه المرة وجود زوج ولكني لم استطع اخذ صورة واضحة للأنثى.

أكملنا في نفس الطريق لنعود علنا نجد الصرد ونحصل على صور أفضل ولكننا فوجئنا بوجود هذا العقاب الجميل (عقاب العسل Honey buzzard) الذي أفزعناه فترك الأرض إلى اليمين حيث كان جاثما وطار إلى الشجرة المقابلة إلى اليسار مقابلا للشمس.




الحمد لله أن ألهمني أن أسجل هذا الفيديو اذ لم يكن لدي أمل بأخذ صور جيدة بهذا الوضع حيث كانت الشمس خلفه. ولكنه بحمد الله وفضله قرر تغيير مكانه وعاد للجهة اليمنى واختار شجرة خلفها خلفيه جميلة للتصوير فكانت هذه الصور



ظل هذا الجميل النبيل في مكانه هذا لبرهة مكتني من الحصول على عدة صور ولكنه بعد ذلك غادر لنكمل في اتجاه النهس عله يبدي لنا سلوكا مماثلا، في الطربق توقفنا عند سرب من النغاري أو البلابل من النوع العادي المألوف في جدة والنوع أبيض الخدين الدخيل حيث كانوا يستمتعون بحمام الصباح. وقد أدهشني أن أراهم مع بعض ففي منزلي لا يكاد يطيق النغري العادي النوع الدخيل وتساؤلت في نفسي هل يمكن أن يحدث بين النوعين تزاوج.


أخيرا وصلنا إلى النهس ورأينه ثانية وكان كذلك أيضا غير مستعد للتعاون في التصوير. لذلك تركته وقررت أن أعود للبرقش


عند العودة وجدنا البرقش جاثما على أحد الأشجار القريبة نسبيا في الحرش. ولكن ليس قريبا ما يكفي لأخذ صور جيدة لذلك قررت أن أسجل فيديو. وقد أدهشني أن أراه يغرد. فهذه أول مرة أسمع تغريده.


عدت إلى الموقع في يوم الأثنين 23 فبراير

أصوات التغريد الرائعة كانت أخف كثيرا، وقد كنت عرفت أنها غالبا خليط من تغريد الشولة السوداء ونداءات الهزار أزرق الحلق التي أفاد الأخ تركي الأزوري أن هناك عدد منها. كان الجو بادرا قليلا بتأثير عاصفة ثلجية ضربت الشام  فلسطين. وربما هذا ما جعل الطيور مختبئة ولكني رأيت جميع الأصناف التي كانت في الزيارة السابقة عدا عن عقاب العسل الشرقي. ورغم الخيبة في تصوير الطيور إلا أن الله أكرمنى بلقاء وجه لوجه مع الذئب العربي، وهو فصيلة مستقلة عن الذئب الرمادي  مستوطنة خاصة بالجزيرة العربية

  1. Scientific nameCanis lupus arabs
  2. RankSubspecies
  3. وقد بدا من المستغرب أن يظهر في هذا الوقت من النهار فهي غالبا ما تختفي بعد الاشراق. كما بدا لي هزيلا بعض الشيء، ولكن حالة الفراء جيدة مما يدل على انه لا يعاني من مشاكل صحية.



وفي هذه المقالة المزيد عن هذا المخلوق الرائع.

https://ukwct.org.uk/files/education/WP_Ed38_Arabian-Wolf.pdf


وأخيرا حتى لا أعود صفر اليدين بدون صور طيور قررت أن اعيد استخدام مهاراتي في التسلل بين الأحراش لعلي أقترب من درسة كريتس مار فكانت هذه أحسن النتائج