يعتبر هذا الشهر من افضل الشهور للاستمتاع بطيور الحديقة حيث تكون الطيور المقيمة في اجمل حلة لها والعديد منها قد فرخ وظهرت صغاره وبعضها ما زال يسعى لحضنة جديدة أو ربما اول حضنة. وفي هذا الشهر تكثر الزوار وهم عادة نوعان، نوع يأتي ليبقى فترة لا بأس بها اسبوع او اكثر قد يصل إلى شهر وهذا غالبا حال الدخلات بيضاء الحلق الكبيرة والصغيرة وأفواج جديدة من عصافير التين ونقشارات الصفصاف التي تحل محل الشفشفات التي تختفي تماما في هذا الشهر بعد أن كانت سائدة في شهر آذار ومن الطيور التي تطيل مقامها الحميراء الشائعة التي قد تبقى لثلاث أسابيع. وتظهر دخلة الحدائق مع اقتراب الشهر من نهايته وكذلك يبدو ان وصولها يكون على أفواج.
والنوع الثاني هم زوار اليوم الواحد وقد كانوا قلة في هذا الشهر للاسف، اولهم وصولا كانت الشولة، في يوم الرابع من الشهر وقد كانت حذرة واختارت البقاء في الجانب الاخر من الحديقة على بعد حوال 12 متر من مكاني وقد كان ذلك المكان يتمتع باضاءة ممتازة جعلت من الممكن الحصول على صور دات جودة طيبة رغم بعد المسافة.
ظهرت دخلة البساتين الشرقية في يوم 7.حيث ظهرت بحذر شديد وهي تحاول ان تجد طريقها لصحن الماء الذي كانت عصافير التين مسيطرة عليه بشكل كبير، وقد كنت قد سجلت مقطعا صغير لهذا الموقف الطريف. وهذه مجموعة الصور :
وقداسعدني رؤية هذه الدخلات المميزة جدا لاني لم ارصدها منذ فترة طويلة في الحديقة وكانت أخر مرة رصدتها في العام 2018 على احد اشجار السرح التي كانت تزين ارض الجامعة (قبل ان تقتلع).
وقد تميز يوم السابع من ايار هذا بانه كان اليوم الاول الذي استخدم فيه حاجز التخفي الذي كنت استخدمه للمرة الاولى في الحديقة وكان من دواعي الفأل ان يرتبط هذا اليوم برصد هذا الطير الجميل.
والحقيقة اني لم استخدم اي وسيلة تخفي لرصد طيور الحديقة في السنين السابقة حيث كنت اكتفي بالجلوس بهدوء بين الاجمات او تحت شجرة معينة حتى تعتاد الطيور على وجودي وتشعر بالامان. وكانت هذه الطريقة عادة ناجحة دائما حتى مع طير خجول كالعندليب ولكني كنت اجد صعوبة شديدة مع طيورالحميراء ولذلك اخذت حاجز التخفي الذي سأفرد له تدوينة خاصة.
وقد ظهرت الحميراء في يوم الثامن عشر وقد كانت مثل الشولة مصرة على البقاء في الطرف الاخر البعيد من مكاني صحيح ان حاجز التخفي سهل لي ان اقترب حوالي حوالي مترين ولكن يومها بالذات كانت الشمس مختفيه خلف غيوم ثقيلة ولكنها لم تتمطر، وهذا ما جعل الاضاءة منخفضة ولكنها موزعة بشكل جميل يضمن ان لا تظهر ظلال مزعجة لو اقترب الطير إلى الدائرة المحتوية على النباتات الزهرية امامي. وقد كان فقد جاءت وحطت على نبات رجل الفيل الظاهر في هذه الصورة.
ثم طارت إلى شجرة متوسطة الارتفاع وكانت هذه الصورة.
وفي يوم 24 من الشهر كان كل شيء في الحديقة طبيعيا وفي لحظة انتبهت ان جميع الطيور قد اختفت في عجالة ثم حط الصرد احمر الذيل على نفس الشجرة المتوسطة في الصورة الاخيرة للحميراء والظاهر انها اعطت الصرد الجزار مجثم مناسب ليكشف المنطقة امامه فإن كانت الطيور قررت الاختباء فهناك عديد من الحشرات الارضية والديدان .
وقد كان هذا الفيديو.
تزامنت زيارة النهس مع الدخلة الموشاة التي ظهرت أول مرة يوم 23 ثم رأيتها من بعيد يوم 24 ولكني انشغلت بالنهس عنها، ثم لم أرها حتى يوم 30 حين اتت لتتنافس مع عصافير التين والدخل ابيض الخلق الصغير على حوض الماء.