ما ان يبدأ شهر يونيه حتى تكثر خطافات الشواهق في منطقة ما خلف أحد المراكز التجارية القريبة من المنزل. ويصبح من الممكن مشاهدتها بأعداد طيبة وهي في تحليقها المستمر الذي قد يكون منخفضا في ساعات الصباح الاولى خاصة إذا كانت الاراضي معشبة حيث تكثر الهوام والنواميس التي تشكل الغذاء الرئيس لهذه الطيور الجميلة. وفي طيرانها المتواصل السريع يبدو من الممتع مراقبتها فقط ولكن تصويرها ليس بالمهمة السهلة اطلاقا. ولكني لم اعلن اليأس بعد ولازلت أمل للسنة الثالثة أن احصل على صورة أحلامي.
وفي أحد الايام وبينما كنت في قمة التركيز مع التصوير سمعت عديد من الخطافات تصدر أصواتا غير مألوفة تحيرت لماذا تطلق هذه الاصوات وهي لا اسمع لها أي صوت. وما هي إلا دقائق حتى توقفت عن الحيرة حين رأيت العوسق محلقا في نفس منطقنها، لم استوعب في البداية ولكن شكل تحليقه وحجمه الاكبر لفت نظري. ظلت الخطافات تنذر بعضها حتى ابتعد العوسق، ثم عادت لتحليقها المعتاد حتى تلك التي اختفت وقت ظهوره ، ثم وبعد ربما عشر دقائق عادت أصوات التحذير وهي المرة كنت قد فهمت السبب فاستطعت أن التقط بضع صور للعوسق الذي كان تصويره أسهل كثيرا من الخطافات أو من السمامات الباهتة التي تأتي أيضا للمنطقة ولكن بشكل أقل.
