الخميس، 5 نوفمبر 2020

أصوات الصباح الباكر - 21 اكتوبر

مع أول تزولي للحديقة سمعت صوت شفشفة خافتة مألوفة، ولكني لم اهتم كثيرا فقد شغلني عنها ما ظننت انه يوم وصول الشفشافات ولكني اكتشفت انها دخلات الصفصاف ما دفعني لأراجع بعض الصور الأرشيفية لما صورته في سنين سابقة فوجدت أنها فعلا صفصافات. مصدر اللبس كان لون الأرجل الغامقة. وهنا أحب ان اننوه لمن يجد لبس في التفرقة بين نقشارتي الصفصاف والشفشاف. حيث يعتمد فقط على لون الأرجل وهذا يؤدي الى نتائج غير دقيقة فبعض سلالات الصفصاف لها ارجل غامقة، ورغم أن أرجل الشفشاف سوداء بشكل حصري وليس غامقة فقط. والمعيار الاهم في التفرقة هو طول الاجنحة الرئيسية حيث أن الصفصافات تشتو في جنوب أفريقيا فهي تحتاج إلى أجنحة أطول لرحلتها البعيدة. أما الشفشافات فرحلتها تنتهي لدينا لذلك لها اجنحة قصيرة.

وكما عودتنا نقشارات الصفصاف فقد قضت وقتها بين اغصان الاشجار تعمل بلا كلل على التقاط الحشرات من مكامنها ومخابئها، وهذه نعمة كبيرة من الله أن سخر طيور الدخل عامة لتقوم بعملية مكافحة حشرات نوعية وصديقة للبيئة. والعجيب أن العلاقة بين هذه الطيور والحشرات هي علاقة تكاملية ونفعية، فالطيور تساعد الحشرات على التخلص من الأفراد الضعيفة منها وكذلك تساهم في القضاء على العديد من الحشرات التي ممكن أن تكون عدوة لحشرات اخرى. توازن دقيق بين حياة الاشجار والطيور والحشرات وفي كل خير ومنفعة للانسان وغيره من المخلوقات التي تشاطره العيش على هذا الكوكب الجميل.

وأخيرا وعلى حوالي الساعه العاشرة ظهرت الدخلة القزوينية وقد فاجأني أنها  ما زالت موجود ولكن هذا أمر متوقع، مع انشغالي بتصويرها عادت الشفشفة الخافتة فبحثت بعيني هنا  هناك لأرى حركة الذيل الرقاص التي اشتقت اليها كثيرا، لم أصدق عيني ولكنها الحقيقة نعم ربما كان مبكرا الوقت بعض الشيء ولكن وصولها متوقع انها الحبيبة دخلة منتيري. وكانت هي صاحبة تلك الشفشافات الصباحية. وباعتقادي ان هناك أكثر من واحدة أرجو أن نراها في الايام القادمة.




#Menetries's_warbler or #Ménétries's_warbler, #Sylvia_mystacea. 21 october, #Jeddah 2020