الجمعة، 27 يونيو 2025

طير القرميد

 كانت الساعة قاربت على السادسة مساءا حين خروجنا من منزل كنا نزوره حين شاهدت الغراب الدوري الهندي وهو ينقض على حافة ، القرميد في اعلى البيت المجاور،  قبحه ووحشيته ذكرتني  بتلك القاذفات الاستراتيجية التي تزرع الموت اينما حلت وفي طرفة عين خرج من أحد هذه الفتحات طائران ارمدي اللون بحجم النغري  كانا نوع آخر فقد كان لهم لون يشبه الفحم من اسفلهما. 

بقى الكائن القبيح متربصا متعطشا للقتل على الحافة فاغرا منقاره المخيف وظل رابضا حتى انتهينا من وداع مضيفينا وانهينا كل عبارات المجاملة وتعمدت الزيادة لعله يغادر ولكنه بقى ينعق.



قررت أن أبقى للمراقبة فترة بعد خروجي  ولكن أهل البيت خرجوا للوداع في الشارع وزيادة في الاكرام بقوا حتى نركب السيارة ونغادر كما يفعل أهل الأصول والكرم، وان كنت تمنيت أن لا يفعلوا.

مررت عدد من المرات في أيام لاحقة ولم ألاحظ وجود الطيور والحق انهم لو عادوا لما أمكن رؤيتهم كما يتضح من الصورة فمن البديهي أن الفجوة تحت القرميد عميقة بما يكفل مكانا أمنا للفراخ أو هكذا كان ظني

السؤال هو ما هي هذه الطيور هي من الخطافات martins او السمسامات swifts.

على حسب علمي تُفضل السمامات التعشيش بشكل مستعمرة من الأعشاش تحت الحواف البارزة من النوافذ العالية وحواف الجبس أو الأعمدة كما نراهم تحت أعمدة الحرم المكي الشريف. تصنع الأعشاش من الطين المخلوط بلعاب الطير بما يجعله شديد الصلابة وتتلاصق الأعشاش لتكون مستعمرة متعددة الطبقات. اما الخطافات فهي تنبي أعشاشها على شكل نصف كوب تستخدم فيه القش والطين وعادة ما يكون أسفل حواف الأسطح أو تحت الجبس الذي يزين النوافذ.

فهل قرر هذا الزوج الذي أرجح أنه من الخطاطيف أن يخفي العش تحت القرميد طلبا لمزيد من الأمان أو خوفا من تكرار تجربة مرعبة عاشها الأبوان في تفريخ سابق.

الله اعلم.


وهنا تذكرت أعشاش السنونو التي كنا نشاهدها تحت حواف أسقف البيوت في قرى الجبل في لبنان وقرى جزيرة قبرص وكذلك في عديد من البيوت في منطقة الشفا. 

وتذكرت رائعة فيروز وهي تصف وحدتها في القرية التي هجرها أهلها.

عشاق الطرقات افترقوا

لا حكي لا مواعيد

أنا وحدي صوت الشوارع

أنا طير القرميد.


كم اتمنى أن يكون لي طير قرميد في يوم ما.