الهزارات و صائدات الذباب

تضم الهزارات مجموعة من الطيور التي تصنف بأنها من صائدات الذباب للعالم القديم وفيها يندرج عدد كبير من الطيور التي تتميز بحسن الصوت والحجم الصغير وهي غالبا مهاجره تتغذى اثناء زيارتها لجده على الذباب والحشرات الطائرة والأرضية. ومن أهم هذه الهزارات هو الهزار او العندليب، وطيور الحميراء وطيور الأبلق. 
وهنا أقدم عددا من ابرزها التي تمثل زوارا منتظمين للحديقة

العندليب Thrush Nightingale
كما هو معروف عنه حُسن الصوت والتغريد الشجي، بعكس لونه الترابي المحمر الباهت الذي يجعله غير ملفت للنظر بتاتا، وهو شديد الشبه في الحجم واللون بطائر الشولة ولكن لون ريش جسمه متجانس مقابل لون الحناء في ذيله ومثل الشولة، يشول العندليب بذيله حين ينتقل من مكان لآخر على الأرض الترابية بين الشجيرات المنخفضة، حيث يقضي معظم وقته باحثا عن غذائه ولكن الملاحظ أن ذيله أقصر من ذيل الشولة.
العندليب طائر خجول جدا قلما يظهر في مكان مكشوف. وهو مهاجر يظهر في فترتي الخريف والربيع مثل باقي الطيور المهاجرة ولكنه في بعض الأحيان إن أحس بالأمان ربما قضى فترة قد تصل إلى ثلاث أسابيع في حديقتك. عموما لا أعتقد أنه يمكننا سماع تغريده إذ أن الغناء عادة ما يكون مرتبطا بفترة التزاوج.


الحميراء redstart
للذكر من طيور الحميراء لون رمادي في الأجزاء العليا من الجسم و وجه أسود ولكنه لايمتد إلى الصدر (كما في قريبه الحميراء السوداء) وله خط أبيض ناصع على جبهته. ومما يميزه تلك الاهتزازات المتكررة لذنبه طوال فترة وقوفه. أما أنثاه فهي أقل جاذبية حيث أن ألوانها باهتة ولولا حركة الذيل الاهتزازية فلن تتمكن من معرفة صلة القرابة بينهما.
تقتات طيور الحميراء أرضا فمن المألوف أن تراها جاثمة على غصن قريب من الأرض حتى تستطيع أن تنقض على الأرض بسرعة كلما لمحت شيئا من هوام الأرض.وربما تراها أيضا جاثمة على الأرض أو على الأرض المبلطة في الحديقة.
زيارة الحميراء الربيعية (شهري مارس وأبريل) أكثر وضوحا في بعض الأعوام من الزيارة الخريفية (شهر أوكتوبر). فقد حدث أن رصدت في ربيع عام 1432/2011 ما يقرب من 30 منها أتت بشكل متفرق خلال أشهر مارس- أبريل – مايو.




البرقش المطوق  Stonechat
طائر مهاجر عابر شديد الجمال والجاذبية يتميز أيضا بحركة ذيله الارتعاشيه المشابه لتلك التي للحميراء، تأتي منه إلينا عدة سلالات أغلبها من البرقش المطوق السيبيري وخاصة الفصيلة القزوينية، ولكن هناك تحت السلالة felix من البرقش المطوق الأفريقي التي تستوطن وتفرخ منطقة جبال السودة في عسير وفي جزيرة سقطرى ويطلق عليها البرقش العربي  Arabian stonechat. توضح الصورة المقابلة أحد ذكور السلالة Saxicola maurus ، وكما يظهر فإن له رأس أسود ويظهر بوضوح الطوق الأبيض الذي منه تأتي التسمية.تختلف الأنثى عن الذكر بشكل كبير كما يتضح من الصور الآتية. أما التسمية الإنجليزية التي تعني هزار الصخور فهي تأتي من تلك الأصوات التي يصدرها والتي تشبه أصوات احتكاك الصخور ببعضها.
زيارات هذا الهزار الجميل نادرة إلى الحدائق المنزلية فالاحتمال الأكبر لرصدها هو في المناطق الصحراوية، حيث تعمد إلى اتخاذ مجثم متوسط الارتفاع تستطيع منه اقتناص الحشرات التي ترصدها. 
تظهر طيور البرقش في فترة الربيع في وقت مبكر ربما بداية من شهر فبراير، ولكنها تتأخر في فترة الهجرة الخريفية وهي في كثير من الأحيان ما تبقى لتقضي الشتاء في أحراش مدينتنا الجميلة.



البرقش الأحمر Whinchat
يختلف ذكر هذا البرقش عن ذكر البرقش المطوق في حاجب أبيض سميك كما أن ذيله ليس أسود غامق كما في البرقش المطوق، وكذلك في نمط التوشية الموجود على ظهره، ولكنه مثله هزار بديع الجمال، ورغم أن الأنثى لاتملك خطوطا سوداء ثقيلة مثل الذكر ولكنها ليست أقل جاذبية منه. وهي متشابهة إلى حد كبير مع إناث البرقش المطوق  والتفرقة بينهما تحتاج إلى النظر  للجناحين من ناحية طولهما وكيفية انطباقهما. وهو زائر غير شائع للحدائق المنزلية، رؤيته أسهل في الأحراش الصحراوية.




الأبلق الشمالي Northern wheatear
وهو زائر نادر للمنطقة التي نسكن بها (حي الحمراء 3) فلم أرصده سوى ثلاث مرات ولكنه شائع جدا في الاراضي الخالية والأحراش الصحراوية، تأتي اعداد كبيرة منه في أيام معينه من شهر مارس ولكنها تحتفي في اليوم التالي رأسا لياتي فوج أخر وهكذا. وهو هزار أرضي جميل يختلف فيه الانثى عن الذكر بشكل جلي كما يتضح من الصور الاتيه




الأبلق الرملي Isabelline wheatear
وهو أيضا زائر نادر لمنطقتي ولكنه شائع جدا في الاحراش والاجمات الصحراوية كما ان أعداد غير قليله منه تبقى لتقضي الشتاء كاملا في جده. لا فرق ظاهري بين الذكر والانثى وهو كما يدل لونه يغلب عليه اللون الرملي وربما ظهر مشابها لانثى الابلق الشمالي أو للطيور اليافعة منه ولكن التفرقه بينهم ممكنه بسهوله عن طريق طول الذيل الذي يمتد حتى الأرض في الشمالي و يبدو أقصر في الرملي.





الذبابي Spotted flycatcher

الترجمة الحرفية لاسمه الانجليزي هي صائد الذباب المرقط، هذه التسمية أتت من المظهر المرقط الذي تتخذه الطيور اليافعة، وهذه لانراها غالبا إذ أنها تفقده حين تبدأ رحلتها الخريفية من مواطن تفريخها الشمالية ويصبح ظهرها ذو لون رمادي ويتخذ بطنها لون عاجي مع لمعة فضية جذابة.
لايمكن أن يخفى هذا الطائر حين يصل إلى حديقتك ليقضي يومه للراحة، فهو يتخذ مجثم متوسط الارتفاع ربما أحد أعمدة الاضاءة في حديقتك أو على طرف السقيفة التي تظلل السيارة، وهو جرىء إلى حد ما وحتى أن طار باقترابك منه فإنه غالبا ما سيعود سريعا.

كما غيره من الهزارات صائدة الذباب له منقار مدبب يتميز بعقفة صغيرة في طرفه.






صائد الذباب أحمر الصدر Red breasted flycatcher

إذا وجد هذا الطائر الرائع في حديقتك فلن تخطئه بدون شك بسبب لون الحناء الجميل على صدره والحلقة البيضاء الرفيعة على عينيه ومنقاره المدبب. وفيما عدا ذلك فإن لونه الرصاصي العادي لايلفت إليه الانتباه كثيرا ويساعده على الاندماج بشكل رائع مع محيطه وذلك حين يتخذ موقعه على أحد الأغصان المكشوفة متوسطة الارتفاع حيث يبقى ثابتا يراقب وحين تأتي اللحظة المناسبة يهجم كالصاروخ على فريسته وهي عادة أحد الحشرات الطائرة مثل الذباب والناموس أو غيرها ليقتنصها ببراعة شديدة. أكثر فترات نشاطه هي بعد الشروق أو قبل الغروب ويكاد يستحيل أن تراه في غير هذه الفترة. وقد كنت أراه غالبا خلال أشهر الصيف (يوليو وأغسطس وأوائل سبتمبر).
لم أوفق قط في التقاط أي صورة له، وقد تكرم صديقي السيد أوفي فريلنج Ove Ferling من السويد بالسماح لي باستخدام هذه الصورة.



صائد الذباب شبه المطوق - الذبابي الحسيني


رصدته ثلاث مرات، مرة في ربيع عام 2012 وكانت أنثى. وفي خريف عام 2014 أستطعت أن أرصد الذكر ولكني لم أحصل على صورة له وبعده باسبوع قدمت الأنثى أو ربما ذكر يافع ومرة أخرى لم أحصل على صورة جيدة، هذه الصورة من الغابة الشرقية في منطقة بريمان