زوار الربيع - دخلات السيلفيا

أسرعها وصولا الدخلة بيضاء الحلق الصغيرة lesser whitethroat  التي يبتدىء ظهورها في شهر مارس أذار وتكون وقتها متوترة وشديدة الخجل ولكن مع زيادة أعدادها تزيد شجاعتها وتصبح لا تخاف أن تظهر خاصة عند حوض الشرب وحينها أيضا يزداد صخبها ونشاطها وهي غالبا ما تطيل بقاءها لثلاث أسابيع وربما رحلت وجاء غيرها ولكن هذه المرة بأعداد أقل وتظل كذلك حتى شهر مايو

مثل غيرها من الدخلات هي صائدة حشرات بارعة لذلك كثيرا ما تراها على أجمات الزهور باحثة عن طعامها بين الزهور والأوراق، وربما تنزل تحت الأجمة للبحث عن تلك الديدان الصغيرة التي تشكل وجبة غنية بالدهون والبروتين.

تبكر دخلة البساتين الشرقية eastern orphean warbler وصولها بعض الأحيان لتظهر كمهاجر عابر في شهر فبراير وقد لا تكون محظوظا كفاية لتراها ولكنها حين تصل في شهر مارس فهي غالبا ما تقضي فترة قد تصل إلى أسبوع، وهي ليست خجولة على الاطلاق وتطلق شفشفة مميزة شبيهة بتلك المألوفة لدخلات السيلفيا ولكن بنرة أعلى. 


تتشابه هذه الدخلات مع الدخلات بيضاء الحلق إلا انها أكبر حجما بشكل ملحوظ كما يخلو ظهرها من اللون البني واللون الرمادي هو الغالب على ذيلها.

ومن زوار الربيع أيضا الدخلة بيضاء الحلق الكبيرة greater whitethroat التي تكثر أعدادها عادة بعد أن تقل أعداد الدخلة بيضاء الحلق الصغيرة، تتميز الدخلات الكبيرة بحمرة مختلطة باللون البني على ريش الجناحين وبلون زهري خفيف على ريش صدرها الذي يغلب عليه اللون السكري مقابل اللون الأبيض الناصع لحلقها.



وسرعان ما تمتلىء الحديقة بطيور الشماس الجميلة black cap، الذكر بطاقيته السوداء وريشه الرمادي الأزرق والأنثى الرقيقة بغطاء رأسها النحاسي البديع حيث يكثر ترددهم كأزواج على حوض الماء للشرب أو على أجمات زهور اللانتانا لتستمتع بأكل تلك الثمار السوداء التي تتكون بعد ان تتساقط الزهور.
وربما تأتي لتشارك باقي طيور الحديقة الطعام الذي أتركه لها مثل فتات الخبز والكعك وزبدة الفول السوداني.



وبنهاية شهر أبريل يأتي دور دخلات الحدائق الرائعة garden warbler، وهي تماثل الشماسات حجما وفي المظهر الخارجي ولكن بدون غطاء الرأس أو أي علامة مميزة أخرى غير انها تمتلك أجنحة اكثر طولا ومنقار قصير مقارنة بغيرها من دخلات السيلفيا.



وأخيرا تأتي الدخلة الموشاة barred warbler بعد ان ينتصف شهر أبريل، وهي كثيرا ما تبدو مختلفة عن أقرابها من دخلات السليفيا فهي ذات ملامح قاسية مقلرنة باللطف الواضح الذي يبدو على أوجه الدخلات التي ذكرناها وربما كان هذا بسبب لونها الغامق وقزحية عينها ذات اللون الأصفر البرتقالي ولكن صوت شفشفتها يوضح بشكل جلي صلة القرابة وإن كان النداء  أكثر خشونة ، كما أن شكل جسمها الخارجي متشابه تماما من دخلة الحدائق.
عموما هي لا تأتي بأعداد كثيرة ولكنها زائرات منتظمة تمكث لمدة اسبوع.


جميع هذه الدخلات تكرر زيارتها في موسم الهجرة الخريفية الذي يبتدىء مع منتصف شهر أغسطس ولكنها غالبا ما تكون متعجلة وقد لا يمكث بعضها طويلا.