السبت، 26 يونيو 2021

دردشة فوتوغرافية 1

 كنت قد ذكرت في التدوينة السابقة أن قرار استخدام احد برامج معالجة الصور كان بسبب تأثري بحملة قام بها بعض المؤثرين في اليوتيوب. وهذا ما يحدث للكثير بل أن الترويج للمعدات أيا كانت ومعدات التصوير خاصة عبر اليوتيوب أصبح الوسيلة الاكثر نجاحا لدى مصنعي معدات التصوير. 

ومن هنا أصبح أي من يريد أن يحصل على معلومة عن منتج ما جديد أو قديم يلجأ إلى ما يقوله المؤثرين عن هذا المنتج. وهنا يبرز السؤال المهم، هل كل من يقدم هذا النوع من الفيديوهات يلتزم الحيادية والامانة؟ 

الحقيقة ان الاجابة بالطبع لأ.

لماذا؟

لأن هناك قنوات مخصصة في اليوتيوب عملها الترويج لمنتجات شركة معينة. وهذه القنوات غالبا ما تكون صورتها هي شعار الشركة. ولأن الشركات تحرص على الترويج بشكل احترافي فإنها كثيرا ما تستعمل مصورين فوتوغرافيين محترفين لهذه الفيديوهات، تماما كما  تستخدم شركة أولمبس مثلا المصور البريطاني جافين هاوي المتخصص في البوتريه وغيره. 

وفي حين أن جافين يظهر في الفيديوهات الخاصة التي تحمل علامة الشركة، هناك مصورين محترفين يعملوا على ترويج هذا النوع من المعدات ولكن بقنوات خاصة بهم مثل بيتر فورسجارد من النرويج وروبن وانج من مالزيا وجو الدمان من الولايات المتحدة الامريكية هؤلاء وغيرهم يعتبروا سفراء للعلامة التجارية هم مصورين اختاروا استخدام هذا النوع من الكاميرات فطلبت منهم الشركة مساعدتها على الترويج بأبداء اراءهم في ما يستخدموه من منتجات

غالبا ما يحرص السفراء على توضيح نقطتين أساسية.

* أن المعدات التي يستخدموها في عملهم الاحترافي قد حازوا عليها بمالهم الخاص، اما تلك التي تطلب الشركة منهم مراجعتها فهي أما أرسلت لهم من الشركة وانهم سيقوموا باعادتها أو انهم قاموا باستأجارها من أحد بائعي الكاميرات في بلدانهم.

* وكثيرا ما يحرص السفير على التوضيح أن ما يقوله هو رأيه الخاص وانه لم يأخذ موافقة من الشركة على ما قاله في الفيديو قبل عرضه.

لذلك غالبا ما يكون لدى السفير اريحية اكبر في نقد المنتج وتبيان ما يظن أنه أمر سلبي أو خيبة أمل معينه. ولذلك فإن قنوات هؤلاء السفراء غالبا ما لديها متابعين بأعداد أكبر خاصة إذا كان يقوم بعمل بث تفاعلي مباشر للنقاش بشكل حر مع متابعيه.

والحقيقة أن الشركات تستفيد بشكل أكبر من قنوات السفراء في الترويج لانها تتيح للناس فرصة طرح تساؤلات عن كيفية تطبيق تقنيه معينه حيث كثيرا ما يقوم السفراء بما لديهم من خبرة باعطاء شروحات تفصيلية للقوائم التي غالبا ما يكون فيها مصطلحات او قيم لا يفهمها الكثير ولا يعرفوا كيفية التحكم لها.

فعلى سبيل المثال هناك خاصية حساسية الاوتوفوكس المتتابع هذه الخاصية يرتبط بها قيم سالبة وموجبة لم أكن قادرة على فهم مدلولها حتى قام احد السفراء بشرحها.

تمثل هذه القنوات أهمية كبيرة لمستخدمي نوع الكاميرات الذي تروجه. ولكنها لا تقدم أي معلومات مفيدة لمن يريد مقارنات بين الانواع المختلفة والامكانيات المتاحة أي ذلك الشخص الذي يريد كاميرا او عدسة تحقق له مطالب معينة ولكنه لا يدري الموجود في السوق وما هوالافضل له.اذ أن هذا النوع من القنوات يتجنب تماما الحديث عن منتجات الشركات الاخرى.


B&Hوهنا على المستهلك البحث عن قنوات مراجعة المعدات المفتوحة التي بعضها يكون تابع لشركة تسويق معينه مثل متجر بي اند اتش  في  نيويورك أو قنوات دي بي ريفيو التي تعمل لحساب شركة امازون أو قناة كاميرا لاب.

للاسف وقعت قناة دي بي ريفيو ضحية تهمة انها تروج لكاميرات نيكون وكانون ورغم أن التهمة ليس عليها أي دلائل صلبة الا انها كانت كافية لضرب مصداقية مراجعات هذه القناة خاصة مع تصريحات احد مسؤولي سوني التي لمحت إلى انهم سيقومون بالدفع لصحفيي الموقع حتى يحصلوا على ترويج لكاميراتهم وعدساتهم.

أما جماعة كاميرا لاب المتمثلة في المصور جوردن لانج البريطاني وزميله الامريكي دوج فقد اتبعوا خلال العام الماضي سياسة طلب الدعم من الجمهور تحت شعار "اشتري لي كوب قهوة" وذلك لضمان تقديم مراجعات محايدة للمنتجات.

ومن طرف آخر هناك قنوات تقدم اخبار الجديد من المنتجات وبعض المراجعات يقدمها فوتوغرافي مشهور. المفروض في هذه القنوات الحيادية ولكن لا مانع من ابداء وجهة نظر صاحب القناة في حدود اللياقة المتعارف عليها.

وهنا نجد أن بعضا من هذه القنوات قد يظهر تحيزا لمنتج ما وهذا ربما كان من حقه فهذه قناته وهو حر في المحتوى الذي يقدمه . ولكن مايؤسف له ان بعضهم قد يعقد اتفاقات سرية مع بعض المنتجين ليقوم بالترويج لهم ولكن بدون شفافية ليعرض مادته الدعائية على انها رأيه الخاص الحيادي.

والاسوء هو ان تستخدمه الشركة للاساءة إلى شركات منافسه فيرسل اراء تحقيرية لمنتجات معينه بشكل متكرر كذلك الذي دأب على الاساءة لكاميرات بنكتس بدون سبب ولا منطق فقط تعليقات تحط من الكاميرات في اطار دعابات سمجة.

وذلك الذي رقص طربا على خبر ان شركة أولمبس باعت جزء صناعة معدات التصوير لشركة ثانية قائلا انه كثيرا ما تنبأ بموت نظام الميكرو فورثرد وان تحليلاته العبقرية دائما ما تصدق، ثم اعقب هذا الفيديو بفديو اخر وداعي لشركة اولمبس التي ماتت. 

حققت فيديوهاته ملايين المشاهدات لدرجة انه لم يكن لديه قدرة على أن يذكر مجرد ذكر اخبار المنتجات الجديدة من كاميرات  الميكروفور ثرد التي نزلت خلال شهر مايو من هذا العام، فتجاهل خبر نزول النسخة الثانية من كاميرا ليومكس GH5

أحد اشهر وأهم كاميرات الفيديو والتي كان الكثير ينتظرها. وتجاهل خبر نزول كاميرا وعدسة جديدتين من اولمبس التي ااقنع متابعيه قبل عدة اشهر انها باتت من الماضي.

  للاسف الكثير من القنوات التي لها ملايين المتابعين فاقدة لمصداقيتها وحيادها ولكن هذا أمر قد لا يفطن له المتابع الجديد فيقع ضحية لما تروجه له من أراء على انه حقيقة لا تقبل الجدال.

تماما كما تم الترويج للكاميرات التي تمتلك سنسور "فل فريم" على انها اختيار المحترفين لانها الافضل لانه السنسور كبير. فلما ظهرت كاميرات تمتلك سنسورات أكبر "ميديوم فومات" صار الحديث عن الناحية العملية واهميتها، فكاميرات الميديوم فورمات كبيرة الحجم  يصعب استخدامها بدون الحامل الثلاثي. طبعا الحديث عن الناحية العملية وخفة الوزن لا تطرح عند مقارنه الفل فريم بالكاميرات ذات السنسور الاصغر.

كذلك الترويج لتقنية "البوكيه" اي عزل جزء من الصورة عن ما حولها. وكأن هذا الامر مطلب ملح ومن الميزات التي يحب الحرص عليها. والحقيقة ان هذا دجل فالكثير من مواضيع التصوير تتطلب دقة تفاصيل في كل الاطار كما في تصوير المناظر الطبيعية وتصوير الشوارع والتصوير الصحفي والرياضي وتصوير الحشرات.


الخلاصة لنحذر جميعا من دجالي اليوتيوب وهولاء لهم سمات واضحة.

التحيز غير الموضوعي لمنتج معين

الاساءة لمنتج معين بدون تفسير واضح

تجاهل بعض المنتجات والتركيز على اسم أو اثنين

تقلب الاراء فتارة مدح مطلق لمنتج معين ثم حين تمر الشركة بصعوبات مالية تجده يوجه مدحه لمنتج أخر بمنتهى الصفاقة

وللحديث بقية.



.