الأربعاء، 30 سبتمبر 2020

رصد شهر سبتمبر 2020

 ظهرت تباشير الهجرة مبكرا في اغسطس وكما صار الوضع في السنين الاخيرة كان القناصة السباقين في استقبال أي طائر يسوقه حظه العاثر للمرور في بلادنا الحبيبة فكتائب الموت متربصة ليس فقط بالاسلحة النارية الفتاكة بل أيضا بشبكات ذات أطوال ممتده لتضع نهاية مأساوية بأبشع طرق الموت لكل ما يطير . وأبشر بالشحم با ابو فلان حتى ولو كان الشحم من طير خنق وتعفن في الشبكة لعدة ساعات. جنون القنص واكوام طيور الدخل والصفاري والقميري تملأ وسائل التواصل الاجتماعي.

الجديد هذا الموسم أن تعليقات الاستحسان والتهليل قد تراجعت وحضرت بقوة التعليقات المعبرة عن الاشمئزاز والقرف. وفي هذا ما يبعث الامل في النفس أن هذا الجور والسعار لن يدوم طويلا.

المهم وصلت أسراب السنونو من منتصف اغسطس مع رفيق دربها خطاف الرماا. وما تبقى من شواطيء جدة حمل لنا الحجوالة وعدد خجول من الخواضات.

وبدا شهر سبتمبر الذي حملني يومها بعد الاشراق إلى سطح المنزل علي ارى أو اسمع طيور الوروار فهذا غالبا يوم وصولها ولكني لم ار أو أسمع شيئأ وهذا أمر يحدث في بعض السنين حيث تتأخر حتى منتصف الشهر وحينها تبقى لفترة طيبة عكس تلك التي تصل في  أول الشهر وتغادر سريعا.

لم اسجل أي مهاجر في الحديقة يومها.

ولكني رصدت الدخلة بيضاء الحلق الكبيرة في الثاني وربما كانت موجودة قبلا ولكني لم ارصدها. والحقيقة أن اعداد هذه الدخلة الرائعة قد تناقصت يشكل مخيف منذ عام 2018


كان يوم 3 حافلا بالمفاجأت فحين انشغلت بمحاولة تصوير الدخلة بيضاء الحلق فوجئت بما ظننته لاول وهلة وهو مختبىء داخل الاغصان  الشولة الحمراء سرعان ما طارت إلى الاشجار العالية، نزلت إلى الحديقة بعد ساعتين ولم يطل بحثي فقد كانت في أجمه الجهنمية ووضح انها ليست الشولة رغم تشولها بذيل أحمر، بدا لي أنها مختلفة عن الهزار الذي اعتدت رصده وقد كنت محقة فهو العندليب الشرقي، وقد أدهشتني جراءته غير المعهودة ولكني احترمت رغبته في التزود بالطعام الذي هو الحشرات التي تملاء أسفل الاجمة واكتفيت بصور توثيقية والاستمتاع بمراقبته وهو يجمع الهوام والحشرات من المكان حتى قرر انه اكتفى وطار.

ذهبت للبحث عنه في الطرف الاخر من الحديقة واتخذت مخبئأ بين النباتات يمكنني من مراقبة معظم الحديقة لافاجأ بوجود أنثى الصرد الرماني وقد كنت لمحتها طائرة في الصباح الباكر ولكني لم أكن متأكدة. قررت أيضا ان اتركها واكمن مختبية لعل العندليب يظهر. بعد عدة دقائق لمحت طائرا يحلق بالقرب من وجهي بشكل يبعث على الدهشة لجراءته ، طبعا هذا السلوك مألوف جدا من الذبابي وقد كان هو، رؤيته وما فعل اسعدني جدا جدا. فقررت أن اترك مكاني واركز عليه طالما قد أبدى هذا السلوك المهذب وسرعان ما اكتشفت ان .الصرد أيضا كان على استعداد للتعاون ما اعطاني فرصة للاستمتاع بجلسة تصوير جميلة افتقدتها منذ زمن طويل


فمن زمن طويل لم تأتينا طيور بهذه الالفة.