السبت، 23 سبتمبر 2017

العودة للدوام ومفاجات الجامعة - 9 سبتمبر 2017

وكانت بحق مفاجأة من العيار الثقيل حين لمحت الصفاري بلونه الذهبي على العشب عند مدخل الجامعة ساعة الظهر وقت الخروج، للاسف هناك عدد من السيارات حلفنا ولكني ظفرت باقتناصتين موفقتين قبل أن بعود إلى الاغصان الكثيفة في الشجرة التي نزل منها. لم يكن هذا أول رصد لي للصفاري في حديقة الجامعة فقد اعتدت  أن المحه حين يتحرك بين الاغصان المتشابكة للأشجار. والذي جد هذا العام هو أن معظم الاشجار قد تم قطعها خلال الصيف مما افقد الحديقة الخلصة بالمبنى الكثير من بهاءها وحرمنا من الكثير من العصافير التي كنا نستمتع بتغريدها ونحن تمشي بين المباني.

ورغم اننا اعترضنا على ما بدا لنا انه عمل غير مبرر. فقد زرعت هذه الاشجار وقت نقلنا للمباني هذه قبل حوالي تسع سنين. وكان التشجير بهدف إلى وضع أشجاردائمة الخضرة ، ذات قدرة فائقة على امتصاص الانبعاثات الغازية السامة التي يمكن أن تصدر من المعامل الخاصة بقسم الكيمياء. إلى جانب أن تعطي الظل و البرودة التي تقينا من حر الشمس. ولتكون مصدر للسرور والبهجه بمنطرها الجميل، أشجار طبيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.

وقد وقع الاختيار على أن يحيط مبنى المعامل عدد من أشجار النيم وكان ذلك بناء على توصية من البروفسورة فوزية طولة المتخصصة في الأبحاث الخاصة بهذه الأشجار الكريمة. كما كانت التوصية أن تزرع هذه الاشجار حول الأسوار من الداخل لتكون كمصدات للغبار و الأنربة.

وللاسف بعد أن اشتد عود هذه الاشجار وطالت، جاء القرار بقطعها بناء على توصيات العمالة الجاهلة التي تزودنا بها شركة البستنة فالحل بدلا من صيانة الاشجار وتهذيب أغصانها أن تقطع تحت ذرائع تثير السخرية مثل، أن الشجرة تجمع الناموس وربما كان هذا صحيحا للبزروميا ولكنه لاينطبق على النيم أبدا التي عرفت عبر العالم كله بأنها منفرة للحشرات. وحتى كون الشجرة تجمع الحشرات فإن هذا ليس عبيا فالحشرات حلقت لتعيش في الأشجار وليس داخل مبانينا. وهناك على الاشجار من الحشرات الأخرى والزواحف و الطيور ما يتكفل بالسيطرة على أعدادها. ونحن أساتذة الجامعة متخصصات العلوم أجدر من غيرنا بمعرفة أن الحشرات مهمة للتوازن البيئي. لا أن نتكلم كالعوام. فتكون العيارة المريعة التي نسمعها دائما (قطعنا الاشجار لأنها تجيب ناموس).

اما من أسخف ما سمعت من مبررات مذبحة الاشجار فهو أن الاشجار ستقع على المباني وتهدمها، ورغم أن أقرب مبتى للاشجار المقطوعة كان يبعد بحوالي 50 مترا. و أن المباني جامعية و ليست بيوتا شعبية.  فالظاهر أن من اتخذ قرار القطع شخص محدود الفكر يمكن لعمالة جاهلة أن تسسوق له أي حجة فيصدق.وإن كان يحمل درجة دكتوراة.

وهنا أجد نفسي أحلم بمشروع تشجير يكرم الشجرة ويحفظ لها حقوقها بطريقة تفرض على الأجيال القادمة وأن ينزع اي قرار بمسها بسوء من شركات الصيانة وعمالها (اللذين لاهم لهم سوى جمع الحطب للمتاجرة به) وكذبك أن ينزع من أي مسؤول في الجامعة سواء كان وكيل أو مدير أدراي أو حتى معالي المدير. 
فالشجر بستحق منا التكريم وليصبح قرار حمايته أمر يخص كل من في الجامعة يشارك في الطليو قبل أعضاء هيئة التدريس.