كان ذلك بالتحديد يوم 24 يوليووهذا امر لطالما فكرت فيه. انه يحدث في الصيف ولكن متى؟ في السنة الماضية ظل التمير محتفظا بذيله حتى وصل إلى مرحلة متقدمة من تحسر الريش الملون وكان هذا أمر مثير للاستغراب، ولكن التمير الذي اتابعه في الحديقة منذ يوم الجمعة الماضي 18 يوليو ظهر بدون ذيل يوم الخميس وقد كان قبلها بيوم موجودا مع بدايات مرحلة تحسر الريش الملون في وجهه بصفة خاصة.
وقد لفت نظري هذا التمير في بداية الاسبوع بسبب انطلاق أصوات اليافع المميزة وقد كنت رصدت وجود يافع في نهاية شهر مايو وتابعته خلال شهر يونيه حتى لم اعد اره، ما جعل سماعي لأصوات جديدة امرا يستحق المتابعة لأكتشف أن هناك ثلاث فراخ ومعهم الكثير من الصخب المحبب بما لاصواتهم الرقيقة من وقع جميل على النفس. وهنا بدت حيرتي هل الأب والأم هم نفسهم الذين كنت أراقبهم مع يافع شهري مايو ويونيو وان كان الامر كذلك فأين كان العش. هل أن رصدي الأول جعلني لا أهتم او لا ادرك وجود عش آخر أم ان هذه العائلة قد انتقلت للحديقة من حديقة في شارع مجاور، ربما كنا وهم آخر بقع خضراء في غابات اسمنتية ملئت المنطقة وجرافات قضت على تجمعات اشجار الاثل في آخر قطعة ارض خالية في المنطقة.
لا أدري الاجابة. ولكن الاكيد أن الزوجان قد اهديا للحديقة أكبر عدد من الطيور اليافعة أرصده فعادة ما يكونوا اثنان على أحسن الأحوال.. وباذن الله مع حلول شهر ديسمبر تزهر شجرتي الأثل اليافعة التي غرسناها من عقل الشتاء الماضي. ومعها تعود التميرات للازدهار في الحديقة كالايام الخوالي فرحيق أزهار الأثل القطنية البيضاء شرابها المفضل. وربما أجهد في الأيام المقبلة لتجهير مزيد من العُقل.
وكان مما سجلته في الأيام السابقة أن الأب كان شديد المتابعة للصغار وكان إذا وصل إلى غصن ما قام بتعجيلهم للحاق به فإن جاء اثنان على الاقل يبدأ في امتصاص الرحيق من الزهرة القريبة ثم يصدر بعض الأصوات ليحفز احدهم على المجىء واخذ دوره في رحيق الزهرة، حيث كان يرشد الصغار إلى الزهور التي يمكنهم التغذي عليها. ومن الزهور كانت زهور المورنيجا وهذه كانت قليلة فقد انتهى موسمها وكذلك زهور شجرة كف مريم وزهور اشجار البونسيانا الصفراء، فقد انتهى موسم ازهار شجر التمر الهندي وهي الاكثر تفضيلا للتميرات بعد أشجار الاثل.
ومن الجدير ذكره أني لم ار الابوين يطعموا هذه الدفعة من الصغار أبدا خلال هذا الأسبوع ما يدعم فرضية انهم فرخوا مكان آخر وجاءوا بعد أن كبروا واصبحوا قادرين على امتصاص الرحيق بمفردهم.