الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

Birding Pal

 وهو موقع على الانترنت يُعرف عن رسالته بالجملة الاتية:

Bird Watching Club for World Travelers, نادي مراقبة الطيور للمسافرين حول العالم. 



حيث يهدف هذا الموقع على تعريف المسافرين إلى أي وجهة عن مراقبي الطيور الموجودين فيها، وحين يسجل مراقب الطيور بياناته التي تتضمن الاسم والمدينة والوقت الذي يمكنه أن يقوم بصحبة الزوار فإن المتوفع منه حين يتواصل معه أحد:

1- سرعة التجاوب والرد الذي غالبا ما يكون رسالة على البريد الالكتروني من الموقع تتضمن رسالة الشخص الذي يرغب بالتواصل لانه سيقوم بزيارة المدينة أو المنطقة .

2- تقديم ما يطلب منه من معلومات والإجابة على الأسئلة التي تقدم له، ومصاحبة الزوار في رحلات مشاهدة الطيور إن سمح له وقته وظروفه 

3- لا بأس بطلب مقابل مادي عن تنظيم أي رحلة على أن يكون هناك اتفاق 

ومن هذا الموقع كان تواصل الصديقين كريستين وجيتان من مقاطعة كيويك في كبدا وكلاهما راصد طيور قديم بدءوا هوايتهم منذ العام 1997 وجابا العالم من الشرق في اليابان إلى الغرب في كاليفورنيا ونيومكسبكو والجنوب في دول البيرو والارجنتين واستراليا مرورا بدولة ناميبيا وتنزانيا وجنوب افريقيا وتقريبا جميع دول الخليج العربي  ودول حوض المتوسط. 

كانت قائمتهم للطيور المنشودة تتضمن

الشولة السوداء

تمير النيل

حباك روبل

النورس الاسخم

وزقزاق السرطان

وقد جققوا هذه القائمة في زيارتهم بحمد لله وياليت استطاعوا قضاء وقت اطول عل الشولة السوداء التي ظهرت من بعيد ولكن لوقت كاف ان يستطيعوا رؤيتها بما يكفي لتعريفها بشكل أكيد.

وفوق ذلك اكرمهم الله بطيرين أخرين جديدين على قائمتهم وهما، دخلة منتيري والنورس الارميني.

زقزاق السرطان




النورس الارميني


الثلاثاء، 9 ديسمبر 2025

كريستين وجيتان مع الحباك والتمير

 احتجت برهة لافسر سر ابتسامة  سعادة حقيقية غامرة  رأيتها على وجهي ضيفي كريستين وجيتان من كندا وحين تتبعت انظارهم وجدتها متجه الى الحامل الذي اعلق عليه صحنا كبيرا اضع فيه بعض الطعام للطيور، فقد كان هناك ذكري حباك يتشاجرا بطريقتهم التي تبعث على الضحك . وقد فكرت لنفسي كم مرة ارتسمت ابتسامة مشابهة على وجهي في مواقف مشابهة رأها غيري أو بقيت ذكرى سجلتها في تدوينة أو صورة قررت أن أشاركها في احد مواقع التواصل. وباعتقادي أن هذه الشحنة المركزة من السعادة ما ترسمه على وجوه محبي الطيور أمر شائع لم ينج منه أحد مما أصابه ما اصابنا وعناه من شأن عالم الطير ما عنانا، ولم يعقب هذا الشعور غصة إلا لطلب المزيد مما يسر عشاق الطيور أحيانا.

أشرت للصديقين إلى شجرة تحمل العديد من الاعشاش التي كانت ذكور الحباك اليافعة تتدرب على اتقانها باشراف اناث أكبر سنا وأكثر خبرة. ثم اتجهت إلى المكان الذي خصصته لهم لمراقبة ثاني الطيور المنشودة وهو تمير النيل، فالأول كان الحباك الذي لم تنته قصته معهم بعد.  كان المكان مقابل أصيص لصبار الالو فيرا التي تطاولت فيه زهرتها السنوية وقد تفتحت ازهارها السفلية وتجمع عليها النحل وصارت التميرات دائمة التردد على رحيقها. 


تركتهم للاستمتاع بطيورهم المنشودة وجلست أفكر، في هذا الجمال الذي يقطع أناس من الاف الأميال، هذا الجمال  صار في حياتي اصوات  خلفية وحركة متواصلة على أماكن الاطعام  أمام النافذة التي اجلس عندها لأعمل أو لأضيع عقلي ووقتي في غياهب وسائل التواصل الاجتماعي. جمال التمير في يوم ما منذ سنين طويلة أسر قلبي وعقلي حين اكتشفته على شجرة التين البنغالي بعد اثار صوت مواءه انتباهي لأراه  على احد الاغصان العالية، من المؤكد أن وجهي قد علته ابتسامة كبيرة يومها، وأن وجود طير بهذا الجمال المذهل في حديقتي قد اثار دهشتي، لست اذكر في أي شهر كان هذا ولكنه كان ذكرا بكامل ألوانه وذيله الطويل.

 اما لقائي الأول مع الحباك فقد كان بعد عدة سنين وأذكر حيدا أنه كان في نهاية شهر مايو بعد أن رحلت معظم الطيور المهاجرة وظننت أن الصيف سيكون طويلا ومملا، ولكني سرعان ما  انتبهت إلى وجود أصوات زقزقات عالية تنتهي بزقزقة وحيدة عالية النبرة حيرني الصوت طويلا واجتهدت لرؤية الطير الذي يصدره لأيام حتى طار يوما من فوقي ولمحت لونه الاصفر الفاقع وكان يزقزق فعرفت انه هو بلا شك، مما اعرفه الان فقد كان مشغولا بعمل عش وهذه هي الاصوات التي يصدرها حين يعمل، لم اره كثيرا قدر سماعي له. 

لم الحباك يصبح مشاهدا مألوفا في الحديقة إلا حين استوطنها عدة أزواج منهم قد يكون بعضها أبناء الزوج الاول،  وصار من الممكن رؤية الإناث الأقل ظهورا، ثم صار الحباك يبني أعشاشه في موسم الخريف (موسم التدريب) على الأغصان المكشوفة ما سمح بمتابعة عمله اثناء البناء. والاكيد ان ابتسامة عريضة كانت ترتسم على وجهي حين رأيته أول مرة وحين تابعت بناء العش للمرة الاولى او المرات العديدة التالية.

و بالعودة للضيفين فقد قام زوج التميرات بواجب الضيافة نحوهما على احسن وجه إذ كانا دائمي التردد على زهور الصبار والبقاء عليها لامتصاص الرحيق لمدة كافية كما استمتعا بعروض الحباك المشهورة التي يتعلق فيها مقلوبا على العش ويرتعش بحناحيه وهو يتمايل يمنة وبيسرة بصخبه المعروف. وظهر أيضا زوج النغري وعصافير التين واليمامة الضاحكة وكذلك دخلة منتيري الرقيقة التي كان وجودها مفاجأة لهم وكانت أيضا تسجيل جديد لهم.

اشتدت الشمس ولم يظهر ذكر التمير الثاني الذي كان بكامل ألوانه وقد نما ذيله الطويل، كان لابد أن ننتقل للطرف الثاني من الحديقة حيث شجرة المورينجا وهنا كان من الأفضل أن نرصد من نافذة الدور الثاني وبالفعل ما أن وصلوا وأطلوا من النافذة حتى شاهدت كريستين التمير الجميل الذي كان يبدو شديد الاختلاف عن ذلك الذي مازال في الطور المنكسف مع قليل جدا من البقع الملونة. لم تتمالك كريستين نفسها وهي تعبر عن سعادتها الشديدة لما رأته وقد وجدتها محقة فعلا فهو طير شديد الجمال والجاذبية.

بعد ذلك كان من المحتم علينا ان نتوجه لأحد الشواطىء لرؤية زقزاق السرطان أحد أهم طيورهم المنشودة.

في التدوينة اللاحقة ساوضح كيف تعرفت على الصديقين الكريمين.

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2025

نقشارة الصفصاف في نوفمير

 نقشارة الصفصاف = willow warbler

نقشارة الشفشاف = chiffchaff
رغم التشابه بينهم الكبير إلا أن زيارة كل نوع منهم لها وقت محدد لا يتقاطع مع الآخر.

حيث تأتي نقشارة الصفصاف عادة في آخر أسبوع من اغسطس إن بكرت ولكن مرورها عادة ما يكون في أيام 5-9 سبتمبر وعادة ما تصل بأعداد لم تعد حاليا كبيرة كما كانت قبل 7 سنوات. وهذا في طريق رحلتها الطويلة إلى جنوب أفريقيا، ولذلك هي تمتلك أجنحة رئيسية طويلة وهذا أحد المعالم الرئيسية للتمييز بينهم.

تعود الصفصافات للظهور اثناء رحلتها للشمال في منتصف شهر مارس ويستمر مرورها حتى شهر مايو وقد تشاهد في الأسبوعين الأولى من شهر يونيه. وفي هذا الوقت الطويل تبقى أفراد منها لعدة أسابيع وتصبح مراقبتها ممتعة.

وتتأخر نقشارة الشفشاف وقت هجرة الخريف حتى الأسبوع الأخير من أكتوبر وكانت فيما مضى تأتي بأعداد وأفواج كبيرة تنتشر في الحديقة بشكل ملفت حيث تراها تقريبا في كل مكان وخاصة في المناطق المظللة تحت الأشجار وقت الصباح الباكر وهي تلتقط الناموس وغيره من الهوام الطائرة. تبقى أعداد قليلة منها في الحديقة فترة الشتاء ولكنها تنتقل إلى الافرع العالية للاشجار ما يجعل رؤيتها صعبه.

ولكنها تكون موجودة بشكل لافت في المناطق التي تكثر فيها الأشجار البرية خاصة الطلحيات.

تبدأ الشفشفات في الهجرة الربيعية للشمال مبكرا قد يكون في منتصف شهر يناير في بعض المواسم ولكنه غالبا في منتصف شهر فبراير ثم تختفي عادة في منتصف شهر مارس.

على ضوء هذا كنت متأكدة في يوم 20 نوفمبر أن تلك الدخلة العصبية التي كانت تدفع بذيلها إلى الاسفل وترتعش بجناحيها بشكل مستمر هي شفشافة فهذه حركتها مقابل هدوء تنقلات نقشارة الصفصاف بين الأغصان. ولكن الاجنحة الطويلة جعلتني احتار ولم يكن جديرا بي ذلك فهذه علامة فارقة لا جدال .


 ومع ذلك بقيت في شك، فالتوقيت كان عجيبا إلى جانب لون الأرجل ومع ذلك كنت مخطئة لان لون الأرجل لم يكن أسود تماما وهذا كاف لاستبعاد الشفشاف وكذلك خط الحاجب الطويل واللون الفاتح في الخد وكلها علامات واضحة في هذه الصورة.

 المفاجأة الاخرى ان هذا لم يكن مرورا عابرا بل انها بقيت حتى يوم الخامس والعشرين من الشهر حيث رصدت نقشارتين على شجرة المورينجا وعلى حوض الماء وبقيت ارقبهم لفترة طيبة مع صور واضحة.






وقد بقي الاثنان حتى يوم 27 وكان هذا اخر رصد لهم في الحديقة







وقد يجدر بي أن أذكر ان مرور نقشارة الشفشاف في شهري اكتوبر ونوفمبر هذا الموسم كان نادرا جدا في الحديقة .